أصـــــوات تناجي / رضا نادى شمعون

تُغرد الطيور فوق أطراف الأغصان، تنبه الإنسان وتدعوه ليخلع عنه ثوب الكسل واللامبالاة .. فيتساءل العصفور : ” لماذا يموت الحب في الإنسان ؟ .. أين هبة الحياة وأين هو من الحياة ؟ .. ” فالعصفور يناجي زهور الحقل وأغصان الأشجار … ينادي على نسمات الصباح … وقطرات الندى … و خرير المياه … ويتساءل, فلا يجد جواب .. !!

انه حائر ويدعو القريب والبعيد ليريحه من حيرته .. ولكن لا مُجيب ولا مُريح .. فيذهب للتاريخ ويطرق بابه صارخاً سائلاً :

” أيها التاريخ بالله عليك قل ليّ .. لماذا يموت الإنسان في نفسه .. ويقص الحب عنه ويسأم الحياة ؟ ..

فيُجيب التاريخ … : ” انك فاجأتني بسؤالك, فأرجوك تمهل عليّ حتى انظر وأتأمل في حضارات الشعوب التي نسجه ذاك المخلوق اليائس رهين الحزن والألم .. وبعد ذلك أقدم لك الجواب .. ولكن انظر معي على ما يملكه الإنسان .. ورغم ذلك .. لا يشعر بطعم الحياة .. انظر لرياضه وخيراته ولكنها زوال.

” يبتعد العصفور رمية حجر ويسأل نفسه بصوت مرتفع .. :

إن التاريخ عجز أن يحكي لي عن مأساة البشر, لأنه حمل في طياته السأم والملل .. إنني ذاهب لأخاطبه وجهاً لوجه وأقول له : أيها المخلوق من العدم .. احكي ليّ عن حرمانك وعطشك لنبع الخير .. أيها التــــــــــراب .. قل لي عما يحملك في السير في درب الندم ؟ .. ألا ترى في رقص الأغصان وتغريد الطيور جواب على السـأم ؟ ..

ألا ترى في خرير المياه ونسمات الصبـاح لحـــن الأمـــل ؟ .. ألا ترى في ذاتــــــــــــــــك صاحــــــــــب النـعـــــــم ؟ ..