أضواء ميلادية / الأب/ يوسف المصري
أضواء ميلادية / الأب/ يوسف المصري
إن ميلاد المسيح هو تجديد حضور الله بيننا كل يوم .. اليوم وإلى الأبد .. إنه يأتى كل يوم ويريد أن يسكن فى قلوبنا .. يطلب منا فقط أن ننتظره ونشتاق إليه ونستقبله بترحاب وفرح . لذلك عيد الميلاد ليس فقط ذكرى تاريخية جميلة تذكرنا بهذا الحدث العظيم .. وإنما هو أيضاً حدث يومي وشخصي يتحقق فى كل منا. إن المسيح، ابن الله، من خلال ميلاده العجيب ، يريد أن يسكن ويثبت فى قلوبنا ، يريد أن يقيم خيمته فينا حتى يجعلنا أكثر إنسانية .. يريد أن يذكرنا بما عاشه هو فى حياته على الأرض .. فيعيش معنا أحداثنا اليومية الشخصية والعائلية والأجتماعية لكى يتجدد إيماننا به ويُشعل محبتنا له فنتقوى بنعمته ونعيش بحب وسلام مثله .. ولكن ، رغم أته إلهنا ، خالقنا ومخلصنا ، إلا أنه لايفرض نفسه علينا، بل يتوسل إلينا لكى يدخل فى قلوبنا، لأنه يحترم حريتنا .. فقد قال: “ها إنى واقف على الباب أقرع .. فإن فتح لي أحد، أدخل وأقيم معه” يا للعجب! إنه يُعرض لنا حبه بكل احترام ولكن أيضاً بكل حنان ولجاجة وصبر ومثابرة أبوية.. حتى نصغى إلى صوته ونفتح له قلبنا فنقبل نداءه وحبه كما علمنا هو : ” ها إنى آت ، با الله، لأعمل مشيئتك ” حتى الموت.. موت الصليب.. حباً فى خلاص جميع البشر. إن الله موجود فى.. يسكن فى ، حتى إن لم أدرك ذلك .. حتى إن رفضتُ أن أعرفه أو أن أقبله بسبب إهمالى وتقصيرى .. بسبب همومى الكثيرة التى تحجب حضوره الإلهى فى لكنه، فى رحمته الواسعة، لا ييأس من فشلى أو تمردى، بل يعاود فيقرع من جديد على باب قلبى حتى أفتح له . فى عبد الميلاد، يريد الطفل يسوع، بأضوائه السماوية، أن اختبر يومياً أني ابن ابى الذى فى السماوات الذى أحبنى أنا كما أحبه هو! يريد أيضاً أن أختبر أنه صديق ورفيق لي ، لأنه ابن الله الذى كشف لي حب الآب لكى أؤمن أن “الله محبة” .. محبة الله التى جمعتنا مع أبينا السماوى بواسطة يسوع ، فصرنا أبناءه بالتبنى .. محبة الله – المتجسدة فى ابنه يسوع- والتى جمعتنا بعضنا ببعض فصرنا إخوة فى المسيح يسوع . إنه سر عظيم ! إنه معجزة عبد الميلاد : لأننا مع الميسح أيادى الله على الأرض .. أيادى ضارعة وعاملة من أجل إنتشار الحب والسلام فى كل مكان. “وعلى الأرض السلام” وجوه مضيئة .. فلوب صافية صفاء السماء .. قلوب سعيدة سعادة الأبرار .. لأنها “فى قلب الله!” (خليل جبران) .