stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أقتنوا لكم أصدقاء بالمال والظلم – الأب وليم سيدهم

1.1kviews

أقتنوا لكم أصدقاء بالمال والظلم

إن أبناء الظلمة أذكى من أبناء النور. فأبناء الظلم يستخدمون المال بنجاح فائق ويعرفون ‏من أين تؤكل الكتف، أما أبناء النور فرغم أنهم يستخدمون نفس الوسيلة لكى يمارسوا ‏حياتهم اليومية وهى “المال” الأ أنهم بحجة أنهم زاهدين فى هذا “المال” يفشلون فى ‏إستخدامه بطريقة مختلفة عن أبناء الظلمة ‏

إن المال فى حد ذاتة لا يحمل قيمة خاصة به. فمن يعطى للعملة المستخدمة فى التداول ‏قيمة هو من يستخدمها .‏

ومعلوم أن الذين يسيطرون على سوق العملة وهم أبناء الظلمة الأ أن أبناء النور يجب أن ‏يكون لديهم الخيال والأبداع لاستخدام نفس هذه العملة فى بناء الملكوت . فالعملة هى مثل ‏السكين يمكنك أن تسخدمها فى الأكل أو أستخدمها للذبح .‏

وهكذا فإن الإنسان المؤمن يستطيع أن يطوع النقود ليقتنى بها وسائل للبناء وللسلام و ‏للمصالحة فهو يستطيع أن يبنى بها بيتاً للأيتام أو مدرسة للفقراء او ملعباً للمحرومين. أو ‏يشترى بها سيارات فارهة ومأكولات مرتقعة الثمن أو ملابس مرتقعة الثمن. فصبغة ‏‏”الظلم” اللصيقة بالمال المقصود بها العملة التى يستغلها الأشرار فى تنفيذ مأربهم ‏وتضخيم أنانيتهم هذه العملة نفسها يمكن للمؤمنين أن يستخدموها بقناعة وعقلانية ‏وبعدالة

لقد أمر يسوع بطرس الرسول أن يدفع الجزية لليهود حتى لا يكون عثرة للآخرين بعد ‏أن عبر عن احتقاره للفريسين الذين عاملوه كما يعامل الوثنيين فقد قال لبطرس “هل ‏أبناء البلد أم الأجانب الذين عليهم أن يدفعوا الجزية “‏

فحينما إستخدم يسوع النقود لم يخالف ضميره أو طريقته فى التعامل مع الواقع . وفى ‏نص آخر حينما طلب منه أن يدفع الجزية قال “فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا مَا ‏لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ». فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ.” (مر 12: 17)‏

فالعملة تستخدم فىمكانها الصحيح على أن تكون عبادة الله هى إختيار المسيحي عملًا ‏بقول المسيح “لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، ‏أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ.” (مت 6: 24)‏

فحينما يستخدم المال كوسيلة وليس كغاية تستقيم الأمور لذا فعلينا نحن إذا أردنا أن ‏نحسب مع أبناء النور أن لا نستخدم مال الظلم كغاية في الحياة بل وسيلة للبلوغ إلى الله ‏جل جلاله.‏