أكـــــون أم لا أكـــــون / رضا نادى شمعون
أكـــــون أم لا أكـــــون / رضا نادى شمعون
أكون إنسانا .. يشعر بالآخرين ويشاطرهم أحزانهم وأفراحهم ..أم لا أكون …
أكون صديقا .. يدنو من صديقه ويفضي له عن ما بداخله ويمسك بيده وقت الألم .. ام لا أكون ..
أكون رحيما بالآخرين .. افترض حسن النية فيهم واقبل ضعفاتهم كي يساعدوني على قبول ضعفاتى .. ام لا أكون
أكون حرا .. فلا هناك قيود تكبل روحي كي ينطق ويقابل المسيا فلا الجسد ولا شهواته ولا العالم ومغرياته .. فالحرية نابعة من صليب الفادى .. ام لا أكون ..
أكون ابناً .. يصرخ وينادي أباه ويقول له ” ياابانا” قدني وامسك يدي في دروب الحياة .. ام لا أكون ..
أكون رسول سلام .. الإنجيل منهجي .. المسيح معلمي .. الكنيسة أمي .. ام لا أكون ..
أكون انسان حب .. يشعر بقيمة الحب .. يُنمي الحب في ذاته .. يسعى نحو التواصل مع الآخرين .. ام لا أكون
أكون ذاتي .. اخلع قناع الرياء .. أصارح ذاتي .. اخترق اعماقي بحثاً عن ذاتي .. ام لا أكون ..
أكون عصفورا .. يغرد لحن الثناء والحمد لخالق الأكوان ورازق العباد .. ام لا أكون
أكون غصن شجرة .. تهتز طرباً ونغماً بقدوم الربيع .. ام لا أكون ..
أكون ام لا أكون .. انها قضية كل إنسان يبحث عن هويته .. يبحث عن ذاته .. يكد ويتعب ويتخور جوعاً لخبز السماء .. يظمأ إلى ماء المسيح الماء الحي الدائم .. ماء الروح .. ماء الحب .. ماء السماء ..
وان كان عندي ارادة صالحة .. سأكون ما أريد ان أكون .. من خلال فكر الخالق الحنان ..
ولا أكون مالا أريد ان أكون لأنني حر .. والحق حررني والصليب شاهد صادق مدى الزمان ..
أكون .. نعم أكون بمعونة السماء .. أكون عندما اتحرر من قيود الذات ..
لا أكون لنفسي .. بل لنشر ملكوت السموات ..
لا أكون غني غبي هدفه جمع المال .. ولاشاب حزين تارك المعلم حيران .. لا أكون فريسي أعد الحسنات على الله واسعى لنوال المجد من الناس .. بل أكون عشارا نادما تائبا قارع الصدر طالب عفو الإله .. لا أكون مثل يهوذا خائن الحب .. بل مثل يوحنا اتكي على صدر المعلم كل صباح ومساء ..
لا أكون مثل توما .. أشك في عمل الخلاص .. حزين حامل هموم الزمان على الأكتاف .. بل أكون مثل مريم المجدلية .. باكياً .. ماسكاً طرف الثياب باحثاً عن المسيح سائلاً البستان عن فادي الأنام ..
لا أكون مثل بيلاطس .. أخاف على السلطة .. اهتم بكلام الناس .. جبانا .. خائن للأمانة والعدالة .. حاكم على البريء بالموت والخاطىء بالبراءة دون حساب .. بل أكون قيروانيا ..أحمل مع المخلص الصليب .. مشاركاً معه جزء من الالآم .. لا أكون مثل اللص الشمال .. اعيش اللامبالاة .. هدفي ذاتي حتى في لحظات الموت اخاف ان انطق بالصدق والحقيقة خوفاً من العقاب, ناسياً أنني باليمين واليسار سأموت بلا محال .. بل أكون مثل ديماس اللص اليمين .. متضرعا .. طالباً من رب الحياة ان يذكرني في ملكوته .. بثقة وايمان ..
أكون أم لا أكون .. انها قضية حياة واختيار واقتناع .