stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أمك وأخوتك ينتظرونك – الأب وليم سيدهم

386views

لم يكن للعذراء أبناء إلا يسوع ابنها الوحيد والحبيب، ومثل أي أم كانت متعلقة به بشكل غير عادي، وظلت مريم تعيش مع يسوع ابنها ويوسف النجار حوالي ثلاثين عامًا قبل أن ينطلق يسوع إلى خدمته العلنية، وكانت جولات يسوع في فلسطين من اليهودية إلى الجليل متواترة وممتدة، لا شك أن مريم كانت تتابع شفاءته وعلاقاته مع الخطاة العشارين والبُرص والفريسيين وهي ترفع الدعاء والصلاة لأجل أن يتوفق في رسالته.

وفي يوم من الأيام، إشتاقت مريم إلى أن ترى ابنها، فطلبت من بعض تلاميذه أن يصحبوها لحضنه والسلام عليه والتمعن في ملامحه. وفي هذا الوقت كان يسوع قد انقطع تقريبًا عن التردد على مريم نظرًا لتهافت الجموع عليه، منذ أن رأوا فيه الشخص الوحيد الذي سيخلصهم من عبودية الفريسيين وريائهم، ولا شك أننا نتذكر أنه في سن الثانية عشر إختفى يسوع في الهيكل وغاب عن مريم ويوسف حوالي ثلاثة أيام، كان يتحاور فيها مع علماء الدين، ويمعن النظر في كل ردهات العيكل ويتأمل في الداخلين والخارجين سواء لعبادة الله أو للتجارة أو للتجسس كما يفعل معه الفريسيون وسيراقبونه ليصطادوه في خطأ يسهل لهم الحكم عليه.

وحينما وجدت مريم يسوع بعد أن حزنت وبكت كثيرًا لفقده سألته لماذا فعل كل ذلك، وكان الرد قاسيًا على قلب مريم فقال لها: “لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟” (لو 2: 49) يعني الآب السماوي.

ورغم حب يسوع لمريم العذراء، إلا أنه كرر نفس الوقف، إذ رد على من طلبوا منه أن يتوجه لأمه وإخوته: “أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا».” (لو 8: 21) وهذا لا يعني عدم إكتراث يسوع بأمه وهو الذي على الصليب أشار إليها قائلًا عن يوحنا الحبيب «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ».” (يو 19: 26) مؤكدًا على دور مريم في ولادة شعب الله، وولادة الكنيسة.

إن إنتظار أمهاتنا وإخوتنا ليرونا، أمر هام ومفروغ منه، ولكن ليس بمعزل عن رسالتنا. ورسالتنا تقتضي أن نترك أهلنا ونتجه إلى الرسالة التي يطلبها الله منّا. هذا الفصل بين المشاعر الأسرية وإحترام الوالدين وبين الإنتباه لعملنا في حقل الرب شيء هام لرسل اليوم كما هي بالأمس. لقد شفى يسوع حماة بطرس ولم يرفض زيارتها وهي حماة بطرس، بل بالعكس، ولكن الرسالة تتطلب منا أحيانًا كثيرة أن نكرس جُل الوقت في الإنتباه إلى الرعية التي أوكلت إلينا أو إلى المهمة التبشيرية التي كُلفنا بها وهي غالبًا ما تكون بعيدًا عن أهالينا.

ليس من الرسالة أن يُسخر بعض الكهنة والمكرسين واقعهم القيادي في الكنيسة لخدمة أسرهم المباشرة وينسوا رعاياهم. وعلى أهاليهم أن ينتظروهم حينما ينتهوا من رسالتهم أو حينما يتيسر لهم الوقت في عمل ذلك.