أمى وأخوتى هم من يصنعون إرادة الله – الأب وليم سيدهم
فى إنجيل لوقا و أثناء القيام بالحج إلى فلسطين اختفى الطفل يسوع لمدة ثلاثة أيام عن مريم و يوسف لنتخيل حجم المعاناة، طفل يتوه فى مولد هيكل أورشليم لمدة ثلاثة أيام لم تتعود مريم العذراء على هذا النوع من الشقاوة من قبل طفلها المعجزى و اصابها حزن شديد وقلق على حياة الطفل و بكاء و عويل و بحث عند الجيران وفى كل شبر من محيط الهيكل الأورشليمى كما ذهبت كل الظنون بها أن يكون حدث مكروهاً لإبنها الحبيب و هكذا يوسف النجار زوجها.
”أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟” قالها يسوع لمريم و يوسف وهو يجادل العلماء و أعيان اليهود فى وسط الهيكل و لم تهتز له شعره أو يبدى أسفاً. فهو لم يرتكب خطأ فهو مع أبيه السماوى. كانت هذه الواقعة كافية لتضع النقاط على الحروف فهذا الطفل منذ نعومة أظفاره شعر بأن حياته مكرسة لله الآب و ليست ملكاً لمريم و يوسف أبواه بالجسد.
”نبحث عنك” نعم غالباً ما نبدأ منذ الصغر نشعر بأننا مدعوون لنعيش مع العالم وفى البحث عن البشر بعيداً عن التقوقع على أسرة محدودة العدد كل همها الساسى البحث عن المأكل و المشرب و المسكن لتأمين حياتهما.
عمل ذلك مع تلاميذه حينما دعوه للطعام و كان مع السامرية على البئر يتحاور فى شئون الحياة و الموت و العبادة و المسيح المنتظر، وفى عرس قانا الجليل حينما نضبت الخمر تأتى مريم لإبنها يسوع و تخبره بذلك فيرد عليها بأن ساعته لم تأتى بعد و مع ذلك حوّل الماء إلى خمر و ستر على أصحاب الفرح و لم يعرف أحد بسر المعجزة إلا الخدام الذين تحول الماء الى خمر على ايديهم.
نعم أمى وأخوتى هم من يعملون إرادة الله و إرادة الله هى أن ننشر كلمته الحية و نتابع تفاعلها مع الصغار و الكبار إلى محبة الوالدين هى وصية من الوصايا العشر “أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ ” و لكن إذا تناقضت هذه الكرامة مع كرامة الله “لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي” فإن ترتيب الأولويات ضرورة فبدون الخالق لا يوجد مخلوق و كرامة الاب و الام من كرامة خالقهم. و بالتالى فإن يسوع يرى أنه طالما هناك أطراف مهددة بالخطر من أى نوع فإن لها أولوية على شرف الالتحاق بالأسرة حتى إن كانت مريم و يوسف هما الأصل.
و يذكرنا الكتاب المقدس كيف أن بطرس كان متزوجاً وإن لم يحدثنا عن أطفال له . ولكن رسالة بطرس التى دعته إلى التفرغ لإتباع يسوع لم تمنعه من زيارة حماته بل دعوة يسوع نفسه لزيارتها و شفاها يسوع من الحمى التى ألمت بها فقامت بعدها لتخدمهم.
إن أمهاتنا و أخوتنا زرعوا فينا الإيمان و حب الله فلا تناقض بين محبتهم و محبة الله و حينما يأتوا لزيارتنا و التحدث إلينا أثناء القيام برسالتنا فإننا ندعوهم إلى الإصطفاف إلى جانب شعب الله لخيرهم و لخيرنا، أما حين يصر أقرباءنا على الانفراد بنا على حساب رسالتنا فمعناها أنهم قصروا فى تربيتنا و عليهم أن ينصاعوا إذا أرادوا إلى شروط رسالتنا و ليس العكس.
لتكن علاقاتنا الأسرية مبنية على علاقاتنا الصحيحة مه الله مخلصنا.