stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أنا الراعى الصالح – الأب وليم سيدهم

3.1kviews

أنا الراعى الصالح

رفض يسوع في انجيل مرقس أن يلقبه الشاب الغنى “بالمعلم الصالح” و نهره قائلاً “لِمَاذَا تَدْعُونِي ‏صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ‎.‎‏”،فأنجيلى متى و مرقس يشددان على الطبيعة ‏الإنسانية ليسوع بينما القديس يوحنا يشدد على الطبيعة الألهية له . فنجده يضع على لسان ‏يسوع الكلمات التى تعبر عن نسبه الالهى. يوحنا يعتبر يسوع الوحيد الذى يستطيع أن يقول ‏‏”أنا” فهو كلمة الله المتجسد ، لأنه هو الوحيد الصادق فيما يقوله.‏
و يؤكد بولس الرسول على يوحنا الانجيلى عندما يقول في رسالته الى اهل رومية ” الْجَمِيعُ ‏زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ” ويقول أيضاً “إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا ‏وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ” فلا صالح إلا الله وحده.‏
فنجد يسوع يعلن مرات كثيرة عن حقائق إيمانية نحن مدعوون إلى التأمل فيها و الاتحاد ‏فيها، يقول يسوع “أنا هو خبز الحياة” “أنا المن الذى نزل من السماء” “انا نور العالم” “أنا ‏الكرمة وانتم الاغصان” “أنا و الآب واحد” .‏
يغلب القديس يوحنا في إنجيله صورة يسوع ابن الآب المتجسد الذى لا يخشي أن يقول عن ‏نفسه ما يفصح عن جوهر رسالته إلى البشر بعكس القديس مرقس الذى اشتهر برفض يسوع ‏الافصاح عن ذاته إن علاقة كل ما سبق و ذكرناه مع الإعلان عن نفسه “الراعى الصالح” ‏تجعلنا نضع رعاية الله إلى جانب تقدمته لذاته تحت شكل الخبز و اعتبارنا أغصان فى ‏كرمته المترامية و مستنيرين به .. الخ فندرك ان الراعى الصالح متغلغل في كل تفاصيل ‏حياتنا نعم يقول المزمور “الرب راعى فلا يعوزنى شئ، في مراع خضر يربضنى الى مياه ‏الراحة يوردنى(مز 23) “‏
فكما راعى الغنم الذى كان يراه يسوع بعينيه منذ اكثر من الفين عاماً في أرض فلسطين هكذا ‏يرى يسوع نفسه و امام نماذج من الرعاية يقدمها البشر تتمحور حول السلطة و استغلال ‏الرعية ، و تسليع البشر و استعبادهم. نجد من يقف اليوم بيننا و يعلنها بأعلى صوت “أنا ‏الراعى الصالح و الراعى الصالح يبذل نفسه عن أحباءه ” إنه يسوع المخلص.‏
و إذا تأملنا فى زماننا الحاضر فى نماذج الرعاة الممثلين كنيسة المسيح فإننا سنصعق من ‏شدة التناقض بين ما أعلنه و مازال يعلنه الله عن مفهومه للرعاة و الرعية. فمنذ العهد القديم ‏يطالب الله المسئولين عن شعبه المختار بالإنتباه لرعيتهم و مرافقتهم في حياتهم وتقديم ‏النصح لهم و الزود عن حياتهم من أخطار الطبيعة و أخطار البشر.‏
وفي العهد القديم نجد نصوصاً واضحة فيها يرفض الله الممارسات الخاطئة و الآثمة لرؤساء ‏الشعب اليهودى من كهنة و لاويين و كتبة و يضع نفسه مباشرة الراعى الأعظم على رعيته
‏”فَلِذلِكَ أَيُّهَا الرُّعَاةُ اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ‎:‎حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، مِنْ حَيْثُ إِنَّ غَنَمِي صَارَتْ ‏غَنِيمَةً وَ صَارَتْ غَنَمِي مَأْكَلاً لِكُلِّ وَحْشِ الْحَقْلِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ رَاعٍ وَلاَ سَأَلَ رُعَاتِي عَنْ غَنَمِي، ‏وَرَعَى الرُّعَاةُ أَنْفُسَهُمْ وَلَمْ يَرْعَوْا غَنَمِي،‎ ‎فَلِذلِكَ أَيُّهَا الرُّعَاةُ اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ‎: ‎هكَذَا قَالَ ‏السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَى الرُّعَاةِ وَأَطْلُبُ غَنَمِي مِنْ يَدِهِمْ، وَأَكُفُّهُمْ عَنْ رَعْيِ الْغَنَمِ، وَلاَ يَرْعَى ‏الرُّعَاةُ أَنْفُسَهُمْ بَعْدُ، فَأُخَلِّصُ غَنَمِي مِنْ أَفْوَاهِهِمْ فَلاَ تَكُونُ لَهُمْ مَأْكَلاً‎.‎‏” (حزقيال 34: 7 – 10)‏
و يقوم الله نفسه مباشرة برعاية شعبه قائلاً ‏
لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَسْأَلُ عَنْ غَنَمِي وَأَفْتَقِدُهَا‎ ‎كَمَا يَفْتَقِدُ الرَّاعِي قَطِيعَهُ يَوْمَ يَكُونُ ‏فِي وَسْطِ غَنَمِهِ الْمُشَتَّتَةِ، هكَذَا أَفْتَقِدُ غَنَمِي وَأُخَلِّصُهَا مِنْ جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَشَتَّتَتْ إِلَيْهَا فِي ‏يَوْمِ الْغَيْمِ وَالضَّبَابِ‎. ‎وَأُخْرِجُهَا مِنَ الشُّعُوبِ وَأَجْمَعُهَا مِنَ الأَرَاضِي، وَآتِي بِهَا إِلَى أَرْضِهَا ‏وَأَرْعَاهَا عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ وَفِي الأَوْدِيَةِ وَفِي جَمِيعِ مَسَاكِنِ الأَرْضِ‎. ‎أَرْعَاهَا فِي مَرْعًى ‏جَيِّدٍ، وَيَكُونُ مَرَاحُهَا عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ الْعَالِيَةِ. هُنَالِكَ تَرْبُضُ فِي مَرَاحٍ حَسَنٍ، وَفِي مَرْعًى ‏دَسِمٍ يَرْعَوْنَ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ‎. ‎أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ‎. ‎وَأَطْلُبُ ‏الضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ، وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ، وَأَرْعَاهَا ‏بِعَدْل‎.‎وَأَنْتُمْ يَا غَنَمِي، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَحْكُمُ بَيْنَ شَاةٍ وَشَاةٍ، بَيْنَ كِبَاشٍ وَتُيُوسٍ‎.
أَهُوَ صَغِيرٌ عِنْدَكُمْ أَنْ تَرْعَوْا الْمَرْعَى الْجَيِّدَ، وَبَقِيَّةُ مَرَاعِيكُمْ تَدُوسُونَهَا بِأَرْجُلِكُمْ، وَأَنْ تَشْرَبُوا ‏مِنَ الْمِيَاهِ الْعَمِيقَةِ، وَالْبَقِيَّةُ تُكَدِّرُونَهَا بِأَقْدَامِكُمْ؟وَغَنَمِي تَرْعَى مِنْ دَوْسِ أَقْدَامِكُمْ، وَتَشْرَبُ مِنْ ‏كَدَرِ أَرْجُلِكُمْ‎!« ‎لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لَهُمْ: هأَنَذَا أَحْكُمُ بَيْنَ الشَّاةِ السَّمِينَةِ وَالشَّاةِ ‏الْمَهْزُولَةِ‎. ‎لأَنَّكُمْ بَهَزْتُمْ بِالْجَنْبِ وَالْكَتِفِ، وَنَطَحْتُمُ الْمَرِيضَةَ بِقُرُونِكُمْ حَتَّى شَتَّتْتُمُوهَا إِلَى ‏خَارِجٍ‎. ‎فَأُخَلِّصُ غَنَمِي فَلاَ تَكُونُ مِنْ بَعْدُ غَنِيمَةً، وَأَحْكُمُ بَيْنَ شَاةٍ وَشَاةٍ‎.‎وَأُقِيمُ عَلَيْهَا رَاعِيًا ‏وَاحِدًا فَيَرْعَاهَا عَبْدِي دَاوُدُ، هُوَ يَرْعَاهَا وَهُوَ يَكُونُ لَهَا رَاعِيًا‎.‎وَأَنَا الرَّبُّ أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، ‏وَعَبْدِي دَاوُدُ رَئِيسًا فِي وَسْطِهِمْ. أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ‎.‎‏” (حزقيال 34: 11 – 24)‏
و هكذا جاء المسيح على رأس الرعية كما تنبأ عنه حزقيال لتحقيق ما أراد الله الآب. و يقول ‏انجيل يوحنا: أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ‎.
وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِيًا، الَّذِي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً وَيَتْرُكُ الْخِرَافَ ‏وَيَهْرُبُ، فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا‎.‎وَالأَجِيرُ يَهْرُبُ لأَنَّهُ أَجِيرٌ، وَلاَ يُبَالِي بِالْخِرَافِ” ‏
لقد ترك المسيح تلاميذاً و أقامهم على الرعية و لكن نسأل اليوم عن مصير الآلاف من ‏الرعاة في كنيسة المسيح هل نستطيع أن نتنزه عن الغرض فى خدمتنا؟ هل نقوم فعلاً بواجب ‏الرعاية؟
إن الرعاية و المرافقة الشخصية و العناية بجسم الكنيسة لا يأتى من فراغ بل تقوم على ‏صفات و معايير خطها الله و سيدنا يسوع المسيح، فالراعى ليس موظفاً و ليس أجيراً، بل ‏شخص دُعى ليكون راعياً و خادماً سخياً و عاشقاً لخدمة الآخرين بتكليف من الله الذى دعاه ‏و الكنيسة التى قبلته على هذا الأساس و يمارس مهمته بكل حرية و إحساس بالمسئولية و ‏رغم ذلك فمن الصعب علينا أن ندعى الصلاح بل نحن نطلبه كل حين و راعى الخراف ‏العظيم يلهمنا و يقوينا فى خدمتنا مهما تنوعت و اختلفت