stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أنا القيامة والحياة – الأب وليم سيدهم

621views

أنا القيامة والحياة

من “أنا الطريق” إلى “أنا القيامة” يُحدد لنا المسيح كيف نتمتع بالخلود والبقاء إلى منتهى الدهر في معية الله، ‏لو أن المسيح لم يقم فإن إيماننا باطل يقول القديس بولس فإيماننا مؤسس على سر موت وقيامة السيد ‏المسيح، ونعلن كل يوم في قانون الإيمان هذا الإعتراف “وصار إنسانا وصلب عنا على عهد بيلاطس ‏البنطي تألم ومات وقبر… وقام في اليوم الثالث‎” ‎‏ .‏

لقد رسم لنا يسوع طريق القيامة من خلال حياته على الأرض وقبوله سر الآلام معلقًا على الصليب وكلماته ‏الأبدية”إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ما يفعلون” فرسم لنا طريق الحياة التى تؤدي بنا إلى القيامة التى تبدأ من ‏حياتنا الأرضية على خطاه، وتنتهى بإيماننا بالعبور من الموت الجسدى إلى الحياة الأبدية.‏

إن قيامة المسيح هى عربون قيامتنا من بين الأموات، وحينما نقول أن المسيح “داس الموت بالموت ووهب ‏لنا الحياة” فإننا نعترف بأن قبولنا سر الموت بكامل حريتنا وكامل إيماننا كل يوم إلى آخر حياتنا هو الطريق ‏الوحيد للعبور إلى الحياة، بإعتبار أن موتنا الجسدى هو ضرورة لكى نتجرد من ثقل الجسد وما يفترض من ‏إرتباطات حسية تنتمى إلى تراب الأرض التى نعيش عليها، وهذا التراب الذي نفخ فيه الرب لتدب فيه الحياة ‏لمدة زمنية معلومة تشكل جزءًا من مسيرة محددة داخل المسيرة الكونية يساهم فيها الإنسان على الأرض ‏كجزء من إعمارها والتفاعل معها والعمل على تقديسها وتقديس أنفسنا الذي ستكمل قداستة حينما نعبر من ‏هذه الأرض إلى السماء إلى جوار مخلصنا وسيدنا يسوع المسيح.‏

ونحن نؤمن بما يقوله الإنجيل عل لسان أبينا ابراهيم في السماء للغني، إننا حتى لو نزل انسان من السماء لن ‏يغير حياتنا إن لم نخدم الشريعة التى تركها لنا يسوع المسيح على الأرض شريعة المحبة والشركة والعطاء.‏

حينما نؤمن بالقيامة فنحن نرفض أى مساومة أو تهديد أو خطر يحول حياتنا وحريتنا على هذه الأرض إلى ‏مجرد عبودية وخضوع لأى من كان، إنسان أو ظروف طبيعية، فنحن لا نخشى الموت ما دُمنا نعمل في ‏النور ونسير عل هُدى ضميرنا ووعينا. وهنا نحن نقلد السيد المسيح حينما رفض الخضوع لتهديدات ‏الفريسيين ومحاولة قتله، وظل صامدًا يفضح ألاعيب الفريسيين ولا يخضع لتجارب الشيطان ولم يتهرب ‏من طبيعته الإنسانية وتضامنه مع البشر، فهو يصوم ويدفع الجزية ويعطى ما لقيصر لقيصر ولا يخون ‏الآب السماوى ولا يجعل من مساواته للآب غنيمة يستغلها في حياته البشرية بل يقف في طابور الفقراء ‏ويقبل المعمودية من يوحنا وينتفض أمام قرب ساعة موته ويصلي إلى الآب وهو يتصبب عرقًا ويسهر قلقًا ‏ويطلب مساعدة تلاميذه على تحمل الآلام التى تنتظره على الصليب.‏

وعلى الصليب لم يسمع لجموع الشعب “وَكَانَ الشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ، وَالرُّؤَسَاءُ أَيْضًا مَعَهُمْ يَسْخَرُونَ بِهِ ‏قَائِلِينَ: «خَلَّصَ آخَرِينَ، فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ الْمَسِيحَ مُخْتَارَ اللهِ‎ ” «.‎‏(لوقا 23: 35).‏
هكذا رسم لنا المسيح طريق الخلاص الذي لا يخلو من تحمُل الآلام في سبيل القيامة معه، قيامة في الحياة ‏برفض التنازلات التى تهين كرامة الإنسان وقيامة بعد الممات للجلوس مع الاب في السماء.‏