stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أنت الوحيد الذي لا يعلم – الأب وليم سيدهم

796views

أنت الوحيد الذي لا يعلم

منذ فجر اليوم الثالث لدفنه في القبر عرفت مريم المجدلية أن يسوع قد قام من بين الأموات،ذهبت مريم الى القبر في اليوم الثالث كي تمارس الطقوس التي كانت معروفة وقتها للميت، لم يرد في ذهن المجدلية ما قاله يسوع قبل صلبه وألح في قوله: “إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».” (لو 24: 7) هرب الرسل منذ أن قُبض على يسوع في بستان الزيتون، وهم أيضًا فوجئوا بفشل مشروع معلمهم بعد أن صلب ومات، إنصرف بطرس ومعه بقية الرسل لممارسة حياتهم وهم يتجرعون كأس الفشل، شّمع الفريسيون القبر حتى يتأكدوا من موته إلى الأبد، ووضعوا عليه حراس حتى لا يأتي تلاميذه فيسرقوا جسمانه ويقولوا إنه قد قام. لقد كانوا يتوقعون كل شيء. على عكس تلاميذه ومريديه ومنهم مريم المجدلية الذين كانوا شبه متأكدين من موته.

فجأة إذن ظهر يسوع لمريم المجدلية وقال لها: “اذهبى واعلمى اخوتى ان يسبقونى الى الجليل” حتى إقامة لعازر على يد يسوع لن يترك أثرًا في نفوس هؤلاء المريدون والمحبين له. لقد ظهر لإمرأة أولًا. وكأنه يعطي لها فرح قيامته، الخاطئة أصبحت مبشرة مثل السامرية.

فجأة إنتشر الخبر بين التلاميذ وهم بطرس ويوحنا بعد أن عرفوا الخبر من المجدلية ليتأكدوا من صحة القبر الفارغ. وقع الجميع في حيرة من أمرهم، وكان تلميذا عماوس حزانى على هذا الفشل الذريع لمعلمهم “لقد كنا ننتظر أن يعيد مملكة إسرائيل” وقتها وصل يسوع بعد أن لحقهما على الطريق وظل يصغي إليهما متظاهرًا أنه يسير إلى قرية أخرى معهما. ولكن بدأ المسيح يشرح لهما كيف كتب عنه أنه سيتألم ويقوم ولكن حجب عن أعين التلميذان شخصيته وظلا يسمعان له وهما غير مقتنعين. ولما وصل التلميذان إلى قريتهما تظاهر هو بالإفتراق عنهما ولكن طلبا منه أن “أمكث معنا فقد مال النهار”.

عند كسر الخبز إنفتحت أعين التلميذين فتذكرا العشاء السري، العلامة التي تركها لهم “إصنعوا هذا لذكري” وما أن إكتشف التلميذان شخصيته إختفى عن أعينهما.

تواردت الحكايات من مختلف ظهورات يسوع القائم لدى تلاميذه فبدأ حدث القيامة يتغلغل في قلوب وعقول التلاميذ وبدأوا وكأنهم يستيقظون من نوم عميق وبدأت تنفجر فيهم ينابيع الخبرات الحياتية التي عاشوها مع يسوع وبدأت أرواحهم تتلامس مع روح القائم من بين الأموات وتصدق ما كانوا واعيين بخطورة وجدة الحدث.

لقد قام حقًا وظهر لبطرس والمجدلية وتلميذى عماوس بدأ الفرح يغزو عقل وقلب هؤلاء اليتامى فشعروا أنهم على موعد مع الذي قام بعد أن إنتصر على الموت.

وتحول سؤالهم “أنت الوحيد الذي لا يعرف” إلى “أنت الوحيد الذي يعرف كل شيء حدث” أنت الذي انتصرت على الموت من أجلنا وانت الذي تقيمنا من موتنا الجسدي وتفتح لنا باب الحياة السرمدية الأبدية. لك المجد والكرامة والسلطان إلى الأبد.