stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أنت من تحبه نفسى 12 ” وقت الحب “

885views

وقت الحب
نشيد الأناشيد

للأب هاني باخوم

‏ الحبيبة نائمة وقلبها مستيقظ. نائمة وكيانها ينتظر. تعبت ورجائها لم يغيب. تسمع صوت: اْفتَحي لي يا ‏أخْتي يا خَليلَتي يا كامِلَتيِ. يحثها على ان تقوم من نوم الحب. افتحي. ها أنا واقف على الباب، كعريس سفر الرؤيا ‏يناديني ويناديك: ها أنا واقف على الباب. افتحي لي يا أختي، صديقتي، كاملتي. ما أروع هذا التعبير. الحبيبة ‏للحبيب هي كل شيء. هي له الأخت والصديقة بل والكاملة، هي من يتمم ويكمل كل شيء له. فكل شيء لي ‏ناقص بدونك. أنتي كاملتي. أهذا ما يقوله الرب، الحبيب، لي ولك : نعيمي مع بني البشر.‏
والحبيبة، “حُلمَ الحبيب”، على غير المتوقع تبدأ في سرد الصعوبات: كيف لي أن أقوم؟ قد نَزَعت ثَوبي ‏فكَيفَ أَلبَسُه؟ قد غَسَلتُ رِجلَيَّ فكَيفَ أوَسِّخُهما!؟ الوقت تأخر، أنا نائمة، لماذا لم تأتي من قبل؟ لماذا تركتني ‏سنين سابقة، تعبت فيها وتألمت؟ الآن صعب. الوقت غير مناسب.‏
الوقت: “وقت الإنسان” هو الوقت الذي يمتلكه؛ عدد سّنوات يعيشها، وسينتهي. لذا يشعر الإنسان، في ‏أعماقه، أن كلّ لحظة تمرّ محسوبة، لن تعود، وهو سائر إلي نّهاية، فيحتاج أن يَرُدّ على احتياجات اللّحظة التي ‏يعيشها، أن يُشبعها، لأنه يدرك وان لم يفكر أن لديه القليل من الوقت مهما طال. فيمتزج “وقت الإنسان” بالقلق، ‏والرّغبة في إنجاز الأشياء حالاً. يحيا في دائرة مغلقة وهي إشباع ما يحتاجه. وهذا ما يدفعه إلي اتّخاذ قرارات ‏عديدة، منها الصّالح أو غير الصّالح، كي يُغيّر وضعاً يؤلمه، او وضعاً لم يعد يُسعده، لأنه لا يملك إلا هذا ‏الوقت. وهكذا يصبح الإنسان عبداً للوقت! ليس لأنه يُكرّسه ويعبده، بل لأن الوقت يُملي عليه ما يجب أن يفعل، ‏يصبح هو المقياس الذي به يقيس مقدار تقدّمه وانجازاته، وبالأحرى سعادته!! امرأة تخطت الأربعين ولم تتزوج قد ‏تعتبر نفسها فاشلة ومصيرها التّعاسة، لأن الوقت قد مَرَّ!! نفس المرأة في سن العشرين لم تكن تَشعُر بالتّعاسة، ‏لأن الوقت لا يزال أمامها‎!!‎‏ الوقت… رجل يكبر ويرى أن أحلامه لم تتحقق، يشعر بالسّنوات تمرّ ومازال أجيرا، ‏لم يحقق شيئاً لنفسه، يدخل في التّعاسة، لأن الوقت قد مَرَّ!! في حين أنه هو نفسه من قبل لم يكن يشعر بذلك!! ‏الوقت جرس إنذار يرن: “أنتبه لم يعد لديك وقتٌ كافٍ”… عبودية الوقت شيء عميق في قلب الإنسان، لأن رغبة ‏الإنسان الحقيقية هي أن يحيا إلي الأبد. هذا هو وقت الإنسان.‏
نستطيع أن نفهم أيضا رغبة الخدم في مثل الزّؤان، فهم يريدون أن يَقلعوه ويَفصلوه عن القمح (مت 13: ‏‏24- 30)، مخافة أن يتخطى الأمر قدرتهم بعد ذلك، ولا يَعُد باستطاعتهم التحكّم فيه، لكن السّيد يقول: لا، ‏هناك وقت، وقت الحصاد، هناك وقت آخر، “وقت الله”.‏
نعم وقت الله هو ابدي. الأبدية لا تعني وقتاً أطول، تعني وقتاً بلا نهاية، وقتاً لا يَحدُّه الموت ولا يمتزج ‏به، فهو ممتلئ بالحياة، فهو وقت الحب لان الحب لا نهاية له. نافذة تفتح على اللانهاية.‏
‏ “وقت الله، وقت الحب”. الله حب. لا يمتزج بقلق، يتميّز بصّبر يسمح بالنّضوج للانسان تدريجياً كي ‏يَصل إلي القامة التي يجب أن يكون عليها. ‏
الحبيب هو الوحيد الذي يعرف الوقت المناسب كي يلمس حبيبة النشيد ويلمسنا بحبه. هو الصائد ‏الماهر يعرف متى يرمي سهامه. لا ينزعج من اعتراضات الحبيبة بل يقوم بعمل شيء لم يكن متوقع…‏ للمرة القادمة

أيام مباركة. ‏