أنت من تحبه نفسى 8 “حبيبي لي وأنا له ”
حبيبي لي وأنا له
نشيد الأناشيد
للأب هاني باخوم
حاولت أن أعطي للحبيبة اسم، منعني الكتاب وقال: ليس لها اسم. لأنها هي كل اسم. هي أنا، أنت، هو وهي. كل إنسان مدعو أن يعرف الحبيب. وعاد وقال: ضع اسمك أنت. نعم، ممكن أن نستبدل كلمة الحبيبة باسمي وباسمك واسم كل من يبحث عن الحبيب. وهذا أسعدني.
الحبيبة تتألم بين ماضي ومستقبل، ترى ماضي يشدها، كرومها السابقة تناديها، تستدعيها لخدمتها. ومن ناحية أخرى صوت حبيبها يقول لها: “أنتٍ الحب”. بين ناريين؟
لا. غير صحيح، قد قررت اتجاها للحبيب ولكن شباك الماضي قوية. فيستمر الحبيب ويساعدها، يبدأ في استخدام فنه: عرض قدراته الخاصة كحبيب. يستغويها، مثلما صنع الرب مع ارميا: ”استغويتني يا رب ..فتركت نفسي استغوى” (ار 20 : 7) . كيف؟
نعم يبدأ الحبيب في استعراض فنه الخاص: الكلمة الخلاقة الجذابة. يقول (2: 10 – 16 ): قومي يا حبيبتي، قومي من شكك، قومي من ترددك، قومي من موتك. من موت العبودية التي سببتها لكي الكروم الأخرى. “قومي” فعل قيامة المسيح من بين الأموات، قيامة لعاذر وابن أرملة نائيين. قومي، لا تبقى في قبر أفكارك ومساوماتك السابقة وتحالفاتك. قومي يا جميلتي. نعم مازلت أراك جميلة قومي وهَلُمِّي. انظري من حولك: الشتاء، رمز الصعوبات وعدم الضمان، مضى، المطر قد توقف. نعم المطر الذي كان يمنعنا من أن نزرع للمستقبل توقف. نستطيع أن نتقابل، ونبدأ في زرع موسم جديد. نزرع فيه ما نرغب من حب.
انظري ها الزهور بدأت تزهر، أتشعرين بعطرها؟ قومي. يرجوها، قومي يا حبيبتي. نعم الحبيب يستخدم كل طاقته كي يجعل الحبيبة تأخذ القرار. يقول لها: لماذا أنتي صامته؟ اسمعيني صوتك، ماذا تقولين، معي أم…..؟ وهي لا ترد. الصمت يخترق ويمزق قلب الحبيب يجعله يقرر شيء أخر… فيقول لمن حوله: صيدوا لَنا الثَّعالِب التي تُتلِفُ الكُروم. صيدوها لنا كي أتمتع معها.
وعندما تسمع الحبيبة ذلك، تفهم أن الحبيب أدرك أن المشكلة لا تكمن فيها، بل في الثعالب والتي لا تستطيع هي أن تقاومها. تشعر أن الحبيب بالفعل يحبها ويبررها. فلا تستطيع ان تقاوم هذا الحب، تتساقط وتقول: “حَبيبي لي وأَنا لَه”. قررت.
نعم الحبيب مدرك ان مشكلة حبيبتها في الثعالب أكثر مما فيها هي. وكيف لها بعد ذلك أن تقاوم هذا الحب الذي فهمها أكثر مما تفهم هي ذاتها. فتقرر.
أتكون هذه صورة لحب الله الذي أرسل ابنه الوحيد كي يحرر الإنسان من شباك الثعلب الزائر: إبليس، كما يقول بطرس. أتكون هي صورة فهم الله للإنسان: انه مستعبد لإبليس فأرسل من يحرره، كي يأخذ الإنسان قراره وهو حر، فيقول: ” حبيبي لي وأنا له” أي “الهي لي وأنا لألهي”
أمام هذا الحب، لا أجد كلمات كي اختم، على رجاء أن أجدها كي ابدأ المرة القادمة.
بالفعل: “استغويتني…..”
جمعة عظيمة مباركة …