stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« أَما هُوَ ٱبنُ ٱلنَّجّار ؟ » القدّيس بِرنَردُس

418views

القدّيس بِرنَردُس (1091 – 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
العظة الثّانية حول كلمات الإنجيل: « أَرسَلَ اللهُ الـمَلاكَ جِبرائيلَ»، § 16

« أَما هُوَ ٱبنُ ٱلنَّجّار ؟ »

يا أخوتي، تذكّروا رجل الله يوسف(راجع تك 37 – 50)… الذي ورث منه القدّيس يوسف، خِطّيب مريم العذراء، لا الأسم وحسب بل أيضًا العفّة والبراءة والنِّعم… تلقَى الأوَل من السماء موهبة تفسير الأحلام (راجع تك 40: 41) ونال الثاني (أي القدّيس يوسف) ليس فقط معرفة أسرار السماء، بل أيضًا شرف المشاركة بها. لقد أشبع الأوَل شعبًا بكامله، جامعًا له غلال القمح الوفيرة (راجع تك 41: 55) , وأقيم الثاني وكيلاً على الخبز الحيّ الذي يعطي الحياة للعالم كلّه وله أيضًا (راجع يو6: 51). ما من شكّ بأنّ القدّيس يوسف، الذي كان خِطّيبًا لوالدة المخلّص، كان رجلاً صالحًا ومُخْلِصًا، أو بالحريّ “الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين” (مت 25: 21) الذي أقامه الرّب على عائلته لكي يكون تعزيةً لوالدته، والأب المربّي لطبيعته البشريّة، والمتعاون المخلص في تنفيذ أرادته في هذا العالم.

وقد كان من بيت داود …، متحدّرًا من السلالة الملكيَة، نبيلاً في مولده، لكنّه أكثر نبلاً أيضًا في قلبه. نعم، لقد كان فعلاً ابن داود، ليس بالدم وحسب، إنّما أيضًا بإيمانه وبقداسته وبحماسته في خدمة الربّ. في يوسف، وجد الرّب حقًّا، كما وجد في داود “رَجُلاً على حَسَبِ قَلبِه” (1صم 13: 14)، استطاع أن يستودعه بكلّ ثقة سرَ قلبه الأكبر. كشف له “أسرار حكمته” (راجع مز 51[50]: 8)، وعرَّفه بشيء رائع الجمال لم يعرفه أحد من أمراء هذا العالم؛ وأعطاه أخيرًا أن يرى “ما تمنّى كثيرٌ مِنَ الأَنبِياءِ والمُلوكِ أَن يَرَوا… فلَم يَرَوا، وأَن يَسمَع ما تمنّى كثيرونَ أن يسمعوا… فلَم يَسمَعوا”(راجع لو 10: 24). وقد أعطاه، ليس فقط أن يراه وأن يسمعه، بل أيضًا أن يحمله بين ذراعيه، أن يقوده من يدِه، أن يضمَه الى قلبه، أن يقبّله، أن يغذّيه ويحافظ عليه.