إحملوا نيري – الأب وليم سيدهم
النير هو الخشبة التي توضع على رقبة البقرة أو الثور في المحراث اليدوي الذي كان ومازال بعض الفلاحين يستخدمونه لحرث الأرض، وفائدة النير هو جعل البقرة أو الثور محكومين يسيطرعليهما الممسك بالمحراث ويجعلهما ينظران إلى الأمام دائمًا.
يقول يسوع: “لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».” (مت 11: 30( نعم، يدعونا يسوع أن نضبط أنفسنا وأعيننا تحت قيادته هو، بمعنى آخر أن نترك أنفسنا له بكامل حريتنا لكي يقودنا حيث العمل المثمر والعمل الحيّ. إن حمل نير يسوع كل معاناته تتركز في قبول إرادتنا تحت إرادته هو.
إن يسوع لا يفرض علينا شيئًا بل يدعونا ونحن أحرار نقبل الدعوة أو نرفضها، وكما أسلفنا في تأملاتنا العديدة فإن اتباع يسوع هو اختيار من اختبر في يسوع مخلصًا، مُحبًا، رفيقًا، حبيبًا.
لقد إختار يسوع تلاميذًا ورسلًا، فمنهم من تركه في نصف الطريق ومنهم من أكملوا الطريق حتى النهاية، ونحن نعرفهم واسماؤهم مكتوبة في الإنجيل الإثنى عشر رسولًا.
وحين يقول: “لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ” (لو 9: 62)، لأن النظر إلى الوراء في هذه الحالة سوف يجعل المحراث ينحرف لا بل قد يجرح ويشل الحارث.
وحمل النير يفترض أن لدى الحامل إنسانا أو حيوانا قدرًا مهمًا من الطاقة الجسدية والنفسية، لأن شق الأرض عملية صعبة تحتاج لقوة تخترق الأرض لتعما فيه شرخًا مستقيمًا تُرمى فيه البذور المفروض زرعها فيما بعد.
ومن يريد أن يحمل نير يسوع عليه أن يكون متمتعًا بالصحة والعافية وإن لم يكن كذلك فعليه أولًا أن يشفى من دائه حتى يحمل هذا النير.