إذا كان الله يعلم كلَّ شئ ويستطيع كلَّ شئ. فلماذا لا يمنع الشرّ؟
القسم الثانى
الفصل الأول
العناية الإلهية
51 – إذا كان الله يعلم كلَّ شئ ويستطيع كلَّ شئ. فلماذا لا يمنع الشرّ؟
”الله يسمح بالشرّ فحسب، لكى يُخرجَ منه شيئاً أفضل” (القديس توما الأكوينى).
الشرُّ فى العالم سرٌّ مظلمٌ مؤلم. المصلوب ذاتُه سأل أباه: “إلهى، لماذا تركتَنى؟” (متى 24: 46) الكثيرُ فيه لا يمكنُ فَهمُه غير أنّ أمراً واحدًا نعرفُه بالتأكيد: الله خلق العالم حسناً، مع أنّه ليس كاملاً بعد. بتقلبات شديدة ومسارات مؤلمة جدًّا يسير العالم فى اتجاه اكتماله النهائىّ. من المناسب التفريق بين ما تسمّيه الكنيسة الشرّ الطبيعىّ، مثل إعاقة عند الولادة أو كارثة طبيعيّة، والذى يبقى إزاء جودة الله لغزاأ، والشرّ الأخلاقىّ الذى يأتى من سوء ممارسة الحريّة فى العالم. “جهنم على الأرض” – أى الجنود الأولاد، والعملياتُ الانتحاريّة، والمعتقلات – هى فى الغالب من صنع الإنسان. لذلك لا يكون السؤالُ الحاسم: “كيف يمكن المرءُ أن يؤمن بإله خيرّ، إذا توفّر هذا القدرُ من الشر؟” – إنما السؤال هو: “كيف يستطيع إنسانٌ صاحبُ قلبٍ وفهمٍ أن يحتمل الحياةَ فى العالم إذا لم يكن الله موجوداٍ؟” موتُ المسيح وقيامتُه يُظهران لنا انّ الشرّ ليس له الكلمةُ الأولى، وليس له الكلمةُ الأخيرة. من الأكثرِ شرًّا أخرجَ اللهُ الخيرَ المطلق. نؤمن بأنّ الله فى الدينونة الأخيرة سيضع حدًّا لكلّ ظلم. فى حياة العالم الآتى، لا مكانَ للشرّ، وسيكون للألم نهاية.
المصدر: كتاب youcat بالعربية