إذهب صالح أخاك – الأب وليم سيدهم

إذهب، فعل أمر موجه للمؤمنين بيسوع، هذا الأمر يخص المتقدمين للتناول من ذبيحة الشكر، ولأن الاحتفال بالذبيحة هو الدليل على وحدة القلوب والعقول بين المءمنين، فلا يجوز ونحن نتقدم للذبيحة ان نكون متخاصمين ويرى الناس في الجماعة المؤمنة اننا على وفاق واتفاق وهذا ليس صحيح.

إن الذبيحة مقدمة لله تعالى، وبالتالي يأمرنا الله بألا نقدم ذبيحة له ونحن على خصام مع اخوتنا، لأن هذا يعني أننا نغش الله، إذ نتجاهل وصيته: ” أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.” (يو 13: 34). والوصية الثانية ” تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ.” (مت 22: 39). ووصيته محبة القريب هي الثانية التي تجمع فيها كل الوصايا الخاصة بالعلاقة مع القريب. اما الوصية الاولى فهي:  «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ ».” (لو 10: 27). بهاتين الوصيتين يتمم الانسان إرادة الله في حياته.

إن تقدمة الذات لله في بداية كل يوم يجب أن تكون خالصة ونقية وبعيدة عن مشاعر الكُره والغيرة والحقد. فإني أقدم ذاتي وهي مُهيأة ليستقبلها الرب بلا عيب وبلا ندوب سوداء ظاهرة في القلب الأبيض حتى يكتب الله عليها معي القرارات الحية والمحيية، التي تتبنى الملكوت في الموقع الذي أنا فيه في المكان والزمان المحددين.

إن سر المصالحة أعظم الأسرار، فالمصالحة تاتي بعد الغفران والغفران هبة من الله، يعيشها المؤمن بكل جوارحه، سأل بطرس يسوع قائلًا: «يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟  قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ.” (مت 18: 21- 22).» بمعنى أنه على مثال الله علينا أن نغفر دائمًا وفي كل الظروف والأوقات هذا شيء عسير علينا نحن البشر، استحضار الله الغافر الرحوم شرط ضروري لنستطيع أن نعبر إلى سر الغفران وتلفت النظر أن ما يطلبه يسوع مني هو هو ما يطلبه من كل المسيحيين، فنحن جميعًا خطأون، لذلك لا نُخرج أنفسنا من دائرة غفران الناس لنا نحن أيضًا، لأننا لسنا معصومين من الخطأ.

أعطنا يارب قوتك ونعمتك حتى نتمم مشيئتك في الغفران لأخوتنا وأخواتنا