stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

إنتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب أخوتنا – الأب وليم سيدهم

377views

“نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ، لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ.” (1يو 3: 14)

يُصرح القديس يوحنا في رسالته الأولى الفصل الثالث بحقيقة ننساها جميعًا في هذه الأزمنة الغبراء والعالم المملوء بالكذب والخداع في كل وسائل الميديا وأخبار الحروب واسلحة الدمار الشامل.

إن كلمات يوحنا تخترق قلوبنا ولابد أن تغير من طرق معاملتنا بعضنا لبعض، إن محبة القريب من محبة الله فهي الوصية الثانية بعد محبة الله كما أوردها المسيح ردًا على الناموسي الذي كان يساله عن كيفية إكتساب الملكوت “26 فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟»27 فَأَجَابَ وَقَالَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ».( لوقا 10: 26- 27)

إن حياتنا الكنسية والكهنوتية والرهبانية من حيث هذه العلاقة الأخوية أصبحت منفرة، ومصدرًا لفقدان رجال الدين لا بل والمسيحيين أنفسهم للمصداقية أمام شبابهم وشاباتهم وأقرانهم، للاسف انتشرت النميمة ووصف الآخرين بما ليس فيهم حسدًا وإنتقامًا، وظهرت في خطبنا العنترية وعظاتنا المنمقة هذه الإزدواجية الكاملة الوضوح، كيف لكاهن أو لمؤمن بالمسيح أن يقبل على نفسه وهو الحاقد والمخاصم والشتام أن يُعلن من أعلى المنبر قائلًا: “أحبوا بعضكم بعضًا”؟ ويتعمق كلاميًا في شرح محبة القريب وهو لا يعيش إلا كارهًا وحاقدًا وشاتمًا عمال على بطال قريبه؟

أن يبغضنا العالم فهذا شيء يخبرنا به الكتاب المقدس، أما أن نبغض بعضنا البعض فهذا شيء منافي وغير مقبول لا دينيًا ولا إجتماعيًا، يصف القديس يوحنا من يترفع عن إهانة قريبه ويكظم غيظه ويتواضع ليحب قريبه مهما كان بأنه إنتقل من الموت إلى الحياة، ولذلك يضيف يوحنا الرسول: “كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ.” (1 يو 3: 15).

أمامنا المثل القائم دومًا، هو معلمنا يسوع “بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ. وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟” (1 يو 3: 16-17 ).”

“يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!” (1 يو 3: 18).