إننا سمعناه يجدف على موسى والانبياء – الأب وليم سيدهم
ما أشبه اليوم بالبارحة، تهمة إزدراء الأديان والتجديف تهمة قديمة قدم الإنسان، ففي القرن السادس قبل الميلاد اتهم سقراط الفيلسوف العظيم بأنه يجدف على الالهة اليونانية ويفسد ايمان الشباب ومات سقراط بعد أن تجرع السم وحكم على المسيح بالصلب بسبب اتهامات بالتجديف على الله.
وها هو اسطفانوس اول شهيد في المسيحية يتهم بالتجديف على موسى وعلى الله، كان اسطفانوس اول الشمامسة السبعة الذين اختارهم الرسل ليساعدهم في الخدمة، يفرد كاتب اعمال الرسل فصلًا كاملًا يروى فيه قوة الحكمة والروح التي تملكته في مواجهة اليهود الرعاع الحجاج القادمين من الاسكندرية وقيروان ومن فينيقية وآسيا والرافضين الاعتراف بقيامة المسيح.
تمت المواجهة بين اسطفانوس وبين هؤلاء اليهود في قلب اورشليم، فبعد أن بدأ اسطفانوس عرض ما حدث للمسيح من صلب وقيامة، تزمر الحجاج القادمين من خارج فلسطين وحولوا الحوار الهادئ الى معركة استخدمت فيها اسلحة التشهير والاتهام زورًا ورشوة ضعاف النفوس لكي يتهموا اسطفانوس اتهامات تقوده الى الموت.
والغريب في الأمر أن شابًا اسمه شاول كان شاهدًا على كل ما حدث ولكنه لم يحرك ساكنًا لا بل اخذ رسائل من الفريسين تدين المسيحيين وكان ذاهبًا الى سوريا وانطاكية لمحاربة المسيحيين هناك الا أن شاول الفريسي المتعصب هو الذي سيتحول الى بولس الرسول الغيور على المسيح وأعظم الرسل.
إن الايمان بالمسيح ليست نزهة ومجرد اكتساب عنوان “المسيح” بل هو نار آكلة لا تترك المؤمن إلا شُعلة من النور والنار تضيء لمن يقترب منه وتلسع من يستكين ويستهتر بهذا الايمان.
هكذا كان اسطفانوس مملوءًا بالنعمة والحكمة التي تفيض على كل من يتقابل معه، وهذا هو حال الذي اكتشف في المسيح الكنز الذي سيبيع كل شيء لكي يشتريه.