stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

إنه ضائع الرشد – الأب وليم سيدهم

937views

إنه ضائع الرشد

الكلام هنا المقصود به يسوع. والذين قالوا هذا الكلام هم “اقرباؤه” أى أقرباء يسوع وسبب هذا الوصف المعيب هو الجماهير التي التفت حول يسوع طالبين الشفاء أو الإصغاء إلى كلمات جديدة تبعث على الأمل.

ومن هم أقرباء يسوع؟ القديس مرقس لا يذكر أحدًا بالأسم ولكن إذا تطرقنا لمريم العذراء والدته فإننا نتذكر المرة التي تخلف فيها يسوع لمدة ثلاثة أيام عن موكب الحج إلى أورشليم مع مريم ويوسف، لقد إضطربت مريم حينما فقدته وكان عمره لم يتجاوز الإثنى عشر سنة ولما وجدته لامته على هذا الفعل ولكن إجابة يسوع كانت حاضرة: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟».” (لو 2: 49) وهذه الإجابة كانت كافية لتفهم مريم العلاقة التي تربط يسوع بالآب السماوى وأنه إبنها ولكن أيضًا ابن الله.

كذلك نرى مريم في عرس قانا الجليل وهي التي تشير إلى يسوع بأن الخمرة قد نفذت فيرد عليها قائلًا: « لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».” (يو 2: 4)

أما يوسف والده بالجسد فإننا لا نجد له صوتًا طوال النصوص الإنجيلية، فهو الحاضر الغائب، إذن من هؤلاء الأقرباء الذين يصفون يسوع بأنه ” فقد رشده”؟ لم يبق أمامنا إلا التلاميذ أقرب الناس إليه، ولا شك أن هؤلاء التلاميذ كانوا يتعجبوا من مواقفه الشجاعة والمتضامنة مع الفقراء. وكلنا نذكر المرات التي وصفهم يسوع بـ “قليلي الإيمان”. “الى متى احتملكم”.

ولكن إذا قارنا هذا الوصف بالوصف الذي وصفه به الفريسيون فنجد فارقًا جوهريًا. فالفريسيون إعتبروه بعزبول رئيس الشياطين وقالوا أنه ببعلزبول يشفي المرضى. هذا الموقف ليس غريبًا على الفريسيين أعداء يسوع على الخط المستقيم، أما أنه “فاقد الرشد” فهي أقرب إلى “فاقد السيطرة على نفسه”.

كم من المرات نُتهم بأوصاف ربما ليست فينا من أقرب الناس إلينا؟ وكم من المرات نوصم الآخرين بصفات وأوصاف قد لا تكون حقيقية. إن الحياة اليومية وإحتفالنا بالآخرين في الأسرة أو في موقع عملنا أو في المواصلات أو في الشارع تفرض علينا أن نتبادل الحديث مع الآخرين والحديث قد يكون وديًا أو عدائيًا أو نقديًا. وفي كل حديث تنتابنا مشاعر الرضى أو مشاعر الفرح أو مشاعر الغضب. فتتأثر ردود أفعالنا بمشاعرنا.

هكذا كان يسوع عُرضة لمثل هذه المواقف ولكن ما يهمنا هنا هو رد فعل يسوع على هذه الصدمات، أغلب الأحيان كان يسوع يحاور محادثيه بروح منفتحة ومتفهمة وأحيانًا أخرى كان يستقبل الإهانة بثبات وصبر وأحيانًا أخرى كان يدافع عن نفسه مثل ما فعله مع بيلاطس وقت محاكمته.

كم تحمل يسوع من إهانات من القريبين والبعيدين بسبب حبه لنا ورغبته في إنقاذنا من ضعفنا؟

اعطنا يا يسوع أن نقتدي بك في حياتنا اليومية ونواصل رسالتنا بصبر وإنفتاح وصدق ولا نضيع وقتنا في القيل والقال