stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

إن أردت أن تتبع يسوع – الإكليريكي مايكل وليم

682views

523277_376299962392546_100000376352800_1264352_2063871109_nإن أردت أن تتبع يسوع – الإكليريكي مايكل وليم

إنَّ البحث في النفس عمليّة شاقة ومؤلمة، فمن المؤلم أن تُخرِجَ الحقَّ إلى النور حيث الظلام والكبرياء والرياء، مؤلم أن تعيش بالاستقامة وسط جيل معوج قاسٍ يمجّد المادة ويصنع منها إلهًا تاركًا الإله الحقيقي مصدر الوجود والحياة وواهب النعم ومنقذ نفوسنا.

إن أردت أن تتبع يسوع، عليك أن تتحرّر من أي رغبات منافية لرغبة الله وخلاصه ومشيئته، فعليك أن تخلع ثوب الكبرياء وترتدي ثوب التواضع والبساطة، أن تجحد أعمال الشرير والظلام وتتسلّح بأعمال النور متّحدًّا بالنور الأعظم ربّ المجدّ والحياة خالق الحياة والوجود.

إن أردت أن تتبع يسوع، فلا تتمسّك بشيء زائل، فالكلّ آيل إلى الموت والفناء، ولكنّنا بكلّ قسوة نعلّق حياتنا بشهوات وقتيّة لنحقّق السعادة لأنفسنا، غير عالمين أن من يشرب من ماء هذا العالم يعطش، أمّا من يشرب من الماء الذي يعطيه ربّ الحياة والمحبّة ففيه ينبوع الحياة الأبديّة. فلا تعطِ نفسك كلّ ما تشتهي لئلا ينقلب جسدك ضدك.

إن أردت أن تتبع يسوع، لا تؤجّل صلاتك وعملك الروحيّ، بل اترك عنك الكسل والتراخي أو الانشغال بأي شيء يبعدك عن اللّقاء مع الحضرة الإلهيّة.

إن أردت أن تتبع يسوع، عليك أن تتخلّى عن مجدك الشخصيّ، لأنّك لو عشت متمركّزًا حول ذاتك لتعظّمها وتعلّي شأنها، فإنك ستصير أشقى الناس جميعًا وتخسر إكليلك السماويّ لأنك لم تعطِ المجد لله. لذلك اعملْ مجاهدًا أن تُظهرَ الله ومحبّته ونعمته داخل ضعفك.

إن أردت أن تتبع يسوع، لا تتمسّك بالأشياء أو بالأشخاص، لئلا تصير خدمتك ومحبّتك لله ناقصة وغير قادرة على النمو في محبة أبي الأنوار. “اتركْ، اتركْ ميولك وشهواتك وعنادك وغرورك، اتركْ الفوضى الروحيّة، اترك الخطيئة، وسرْ مع الإله باستقامة قلب ونيّة طاهرة.”

يسوع يناديك اليوم قائلاً لك: “اجلسْ دائمًا برفقة النعمة الإلهيّة، واجعلْ من قلبك مسكنًا للروح القدس وللصلاة فتتّحد حياتك بسرّ الله، وتتحوّل حياتك إلى سرّ لا يُدرك مع الله، فهل لديك الاشتياق إلى الجلوس أمام الله مقدّمًا كلّ القلب له؟

 فيا ليت طرقنا تستقيم في محبّة الله كلي القدرة،

فنفحص ذواتنا لنكون تلاميذًا حقيقيين للذي أخلى نفسه لأجلنا

آخذًا صورة عبد ليكون مثلنا في كلِّ شيء ما خلا الخطيئة، فأعطاه الله اسمًا فوق كلّ اسم.