إيماننا المسيحي للاب بطرس انور
إيماننا المسيحي
الإيمان المسيحي مشوار يسلك فيه الإنسان وليس له نهاية، كلمة الإيمان قد يدعيها كل إنسان يعبد الله وربما لا يكون مؤمنًا بالحقيقة، قد يكون له اسم المؤمن، ولكن ليس له قلب المؤمن، ” جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان .. أمتحنوا أنفسكم ” ( 2كو13/5). يحتاج الإيمان دائما أن يتغذى على كلمة الله ويعيشها في حياته. لذلك من خلال معجزات الرب نرى أنه يعلم ما هو الإيمان، ويثبت المؤمنون، مثلا من خلال معجزة المخلع(لو17/ 5-20)، دعونا نتأمل في هذا النص من خلال ثلاث محطات.
المحطة الأولى:- قوة إيمانية
وفي أحد الأيام كان يعلم وكان فريسيون ومعلمون للناموس جالسين وهم قد أتوا من كل قرية من الجليل واليهودية وأورشليم وكانت قوة الرب لشفائهم.وإذا برجال يحملون علي فراش إنسانا مفلوجا وكانوا يطلبون أن يدخلوا به ويضعوه أمامه.ولما لم يجدوا من أين يدخلون به لسبب الجمع صعدوا علي السطح ودلوه مع الفراش من بين الأجر إلي الوسط قدام يسوع.فلما رأي إيمانهم قال له إيها الإنسان مغفورة لك خطاياك(لو5:17-20) إنها قوة إيمانية عجيبة من خلالها حمل الأربعة المفلوج وقدموه أمام السيد, فهي تشير إلي قوة الكنيسة في إيمانها وهي تحمل الخطاة والمقيدين بسلاسل الخطية عن طريق الأسرار المقدسة التي تقربنا إلي الله الذي يشفي كل أمراضنا ويستطيع وحده أن يفك كل رباطاتنا ويسمعنا صوته الحنون عندما ننقب السقف المانع أن نراه ونتقدم بإيماننا القوي المبني علي كلمات الأناجيل الأربعة التي تقودنا إلي شخصه المبارك ونحن مؤمنين أنه يستطيع أن يعمل فينا وبنا علي حسب الإيمان الذي فينا والمبني علي المحبة كما يقول سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله إلي الذين نالوا معنا إيمانا مساويا لنا ببر إلهنا والمخلص يسوع المسيح.لتكثر لكم النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ماهو للحياة والتقوي بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمي والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية…ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة وفي المعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوي وفي التقوي مودة أخوية وفي المودة الأخوية محبة(2بط1:1-7).
المحطة الثّانية :- معطلات شيطانيّة
فابتداء الكتبة والفريسيون يفكرون قائلين من هذا الذي يتكلم بتجاديف من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فشعر يسوع بأفكارهم وأجاب وقال لهم ماذا تفكرون في قلوبكم؟ أيما أيسر أن يقال مغفورة لك خطاياك أم أن يقال قم وامش(لو5:21-23) أمام كل عمل ناجح معطل شيطاني يريد أن يقذف به إلي بحر الأمواج والعواصف والأفكار التي تهدم وتعطل فهذا هو عدو الخير الذي يغرس الفكر الهدام أمام البداية الناجحة ولكن لا نيأس مادام الرب موجودا، ولعل ما جاء في فصل الأبركسيس عن ما فعله اليهود مع بولس الرسول كان مثالاً حيًا إذ يقول لنا كاتب سفر الأعمال ثم أتي يهود من أنطاكية وأيقونية وأقنعوا الجموع فرجموا بولس وجروه خارج المدينة ظانين أنه قد مات ولكن إذ أحاط به التلاميذ قام ودخل المدينة وفي الغد خرج مع برنابا إلي دربة فبشرا في تلك المدينة وتلمذا كثيرين ثم رجعا إلي لسترة وإيقونية وأنطاكية يشددان أنفس التلاميذ ويعظانهم أن يثبتوا في الإيمان وأنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله(أع14:19-22) فالرب كان صادقا معنا ووضح لنا أن طريق خدمته لم يكن سهلا وأنما به صليب يجب أن نحمله ما دمنا قبلنا وآمنا فهذا هو حديثه مع جماعة التلاميذ في (مت16:24) وفي(مر8:34) وفي لوقا يقول وقال للجميع إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني(لو9:23) فالمؤمن لابد أن يتقابل مع حرب إبليس ولابد أن يخوضها بفرح وإيمان حاملا الصليب كما حمله سيده مرنما مع المزمور” الرب نوري وخلاصي ممن أخاف الرب حصن حياتي ممن أرتعب عندما أقترب إلي الأشرار ليأكلوا لحمي مضايقي وأعدائي عثروا وسقطوا إن نزل علي جيش لا يخاف قلبي إن قامت علي حرب ففي ذلك أنا مطمئن” (مز27:1-3).
المحطة الثالثة :- العظمة الإلهيّة
نرى العظمة الإلهية ظهرت من خلال هذه المعجزة في الشفاء والغفران.
أولاً:- الغفران
ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا علي الأرض أن يغفر الخطايا قال للمفلوج لك أقول قم واحمل فراشك واذهب إلي بيتك ففي الحال قام أمامهم وحمل ماكان مضطجعا عليه ومضي إلي بيته وهو يمجد الله فأخذت الجميع حيرة ومجدوا الله وامتلأوا خوافا قائلين إننا قد رأينا اليوم عجائب ( لو5:24-26 ) لذلك يا أحبائي الغفران هو ليس بدافع الخوف والمصلحة وضعف الشخصية والضغوط المختلفة بل غفران من كل القلب وبدافع الحب، الله يغفر لنا دائما ومازال يغفر وسوف يغفر ولا يمل أبدا منا بل علينا نعيش الغفران مع ذواتنا ومع الآخرين
ثانياً:- الشفاء
هذه العظمة الإلهية التي كانت دائما تتجلي في عمل الله مع شعبه في كل الأزمنة تجلت في نعمة الابن الوحيد الذي تجسد من أجل خلاصنا والذي جال وكرز في كل مكان ليشفي المريض ويقيم الميت ويجبر المكسور ويضمد الجراح ويغفر الخطايا ليحقق ماجاء عنه في النبي لأنه هكذا قال السيد الرب هأنذا أسال عن غنمي
وافتقدها كما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة هكذا أفتقد غنمي وأخلصها من جميع الأماكن التي تشتتت إليها في يوم الغيم الضباب. وأخرجها من الشعوب وأجمعها من الأراضي وآتي بها إلي أرضها وأرعاها علي جبال إسرائيل وفي الأودية في جميع مساكن الأرض أرعاها في مرعي جيد ويكون مراحها علي جبال إسرائيل العالية هناك تربض في مراح حسن وفي مرعي دسم يرعون علي جبال إسرائيل أنا أرعي غنمي وأربضها يقول السيد الرب وأطلب الضال وأسترد المطرود وأجبر الكسير وأعصب الجريح وأبيد السمين والقوي وأرعاها بعدل (حز34:11-16) إنها عظمة إله خادم محب أشاد به الكتاب قائلا الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلي كل الدهور آمين (يه1:25) فنعم القوة الإيمانية التي تقضي علي المعطلات الشيطانية وتظهر لنا العظمة الإلهية.