stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« إِذ تَرَونَ إِبراهيمَ وَإِسحَقَ وَيَعقوبَ وَجميعَ ٱلأَنبِياءِ في مَلَكوتِ ٱلله » – القدّيس أوغسطينُس

550views

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
الرسالة 102

« إِذ تَرَونَ إِبراهيمَ وَإِسحَقَ وَيَعقوبَ وَجميعَ ٱلأَنبِياءِ في مَلَكوتِ ٱلله »

قال الربّ: “أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي” (يو 14: 6)… يسأل البعض عند سماعهم هذا القول: إن كان الرّب يسوع هو الحقّ والحياة والطريق الوحيد للمضيّ إلى الآب للذين يؤمنون به، فما هو إذًا مصير البشر الذين عاشوا طوال قرون عدّة قبله؟… نجيب بأنّ الرّب يسوع المسيح هو “كلمة الله” الذي “بِه كانَ كُلُّ شَيء وبِدونِه ما كانَ شَيءٌ مِمَّا كان” (يو 1: 1-3). إنّه الابن لأنّه الكلمة: ليس كلمةً تزول حالما تُلفظ، لكنّه الكلمة الدائم والأبديّ الذي يبقى إلى جانب الآب الذي لا يتغيّر، والذي يدير الكون الروحي والمادّي وفقًا للأزمنة والأماكن. إنّ الكلمة هو “قُدرَةُ الله وحِكمَةُ الله” (1كور 1: 24)، وهو العلم بحدّ ذاته؛ له يعود ضبط “كُلّ شيَءٍ بِقُوَّةِ كَلِمَتِه” (عب 1: 3)، وحكم كلّ شيء، وفقًا للزمان وللطريقة التي يراها مناسبة. “إِنَّ يسوعَ المَسيحَ هو هو أَمْسِ واليَومَ ولِلأَبَد” (عب 13: 8).

لذا، منذ خلق البشريّة، كلّ الذين آمنوا به، كلّ الذين عرفوه بأي طريقة كانت، كلّ الذين عاشوا في التقوى والحقّ وفقًا لتعاليمه، أولئك نالوا الخلاص بالتأكيد من خلاله، مهما كان الزمان ومهما كان المكان الذي عاشوا فيه… وكما نؤمن به، هو الذي يبقى بالقرب من الآب، والذي تجسّد من أجلنا، هكذا كان يؤمن به القدماء، هو الذي يبقى بالقرب من الآب، والذي كان يفترض به أن يتجسّد من أجلنا. إنّ انقضاء الأزمنة جعلنا نعلن اليوم كعمل منجز ما كان يعتبر حدثًا مستقبليًّا، لكنّ الإيمان لم يتغيّر وما زال الخلاص هو نفسه.