stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

احبوا اعدائكم – الأب وليم سيدهم

525views

“أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،” (مت 5: 44).، كيف يمكن للإنسان أن يحب عدوه؟ ولكن دعونا نتسائل من هو “العدو”؟ ففي تعريفنا البسيط فإن عدونا هو من يشرع في قتلنا أو من يسرق عرقنا أو من يُشهر بنا أو من ينال من شرفنا الى آخره من الأوصاف التي نحصيها كل يوم مع من لا يروق لنا وجودهم في حضرتنا أو في مجتمعنا أو في عائلاتنا.

لنعطي مثلًا في الكتاب المقدس: عداوة الملك شاول للملك داود، لقد كبر شاول وبدأ يستشعر أن داود سوف يأخذ مكانه، فقرر التخلص من داود وأرسل من يبحث عنه ليقتله إلا أن داود النبي كان قد عزم ألا يقتل داود لأنه مسيح الرب وملك اسرائيل وكانت غيرة شاول لا حدود لها، وعبر عن عدائه لدواد مرارًا كثيرة.

ولكن داود، رغم وقوع شاول في يده، واستطاع ان يجد شاول نائما في احدى المغارات التي كانت تستخدم للإختباء وحاول اصدقاءه دفعه لقتل شاول الا أن داود رفض رفضًا باتًا، فكيف نفسر موقف داود من محبة عدوه شاول ورفض قتله، بكل بساطة كان داود يقدر موقف غريمه ويجد له عذرًا من ناحية، ومن ناحية أخرى كان داود يعرف أن ملك اسرائيل قد اسند اليه، واختاره الله لرعاية شعبه بعد شاول هنا تحولت عداوة شاول له غلى إحساس بالمسئولية، وغفران لشاول، ورغبة أكيدة في تحمل مسئولية الحكم.

إن أعدائنا مهما تجبروا علينا لا يمكنهم أن يكونوا أعداء بشكل مطلق ولابد أن يكون لديهم ولو 1% من الانسانية، الشرارة الالهية التي وضعها في كل البشرهذه الامكانية التي من خلالها يعمل الله في العدو والصديق.

ونرى في الكتاب المقدس أمثلة كثيرة لهذه العداوات التي تتولد من الحسد والغيرة، فأخوة يوسف تصرفوا معه بدافع الحسد وكأنه عدوهم وباعوه للتجار، وقايين قتل هابيل رغم أن الله حذره من قتل أخيه ولكن رفض قايين أن يمتثل لنصيحة الله له.

إن لدينا المسيح نفسه الذي لم يكن له أعداء من جهة، بل حقد عليه الفريسيون وقرروا تصفيته على الصليب، إلا أن يسوع حوّل هذه العداوة إلى مصدر للحب، وجعل من موته برهانًا على قوة حبه لنا ولذا قام من بين الأموات وصالح الجميع بصليبه.

فلنحذر، حينما يتملكنا الغضب ونسيطر على هذا الغضب ونسلم في يدي الله ليزرع السلام في قلوبنا حتى لا نتسرع فنعامل اعدائنا بحكمة وصبر على غرار معاملة داود لشاول أو يوسف لأخوته.

اللهم إغفر لنا وامنحنا السلام والسكينة عوضًا عن الغضب.