احترام كرامة المهاجرين واللاجئين-البابا بنديكتُس
احترام كرامة المهاجرين واللاجئين-البابا بنديكتُس
نداء ملحا لاحترام كرامة المهاجرين واللاجئين، ولنبذ العنف ضد المسيحيين في العالم
وجه البابا بندكتس الـ16 ظهر اليوم الأحد نداء ملحا لاحترام كرامة المهاجرين واللاجئين، ولنبذ العنف ضد المسيحيين في العالم، فقال إن حدثين استرعيا انتباهه في الآونة الأخيرة، الأول ظروف المهاجرين في جنوب إيطاليا الباحثين عن حياة أفضل في دول تحتاج لأسباب عديدة لوجودهم، والأخير حالة الصراع والاعتداءات والعنف التي تستهدف المسيحيين في أنحاء العالم. قال البابا إن المهاجر شخص بشري، تختلف جنسيته وثقافته وتقاليده ولكنه شخص محترم وله حقوق وعليه واجبات وخصوصا في مجال العمل حيث يتعرض للاستغلال، وشدد على أن العنف لا يمكن أن يكون سبيلا لحل المصاعب فالمشكلة هي إنسانية، ودعا للتحديق في وجه الآخر واكتشاف أن لديه نفس وتاريخ وحياة، إنه شخص يحبه الله كما يحبني أنا. هذا وسطر الأب الأقدس الإنسان
بتعدديته الدينية، فلفت إلى أن العنف ضد المسيحيين في بعض البلدان أثار استياء عارما لكونه حصل في غمرة الأعياد المسيحية المقدسة. ودعا المؤسسات السياسية كما والدينية على التصرف بمسؤولية تامة، مؤكدا أنه لا وجود لعنف باسم الله ولا يمكن التفكير مطلقا بإكرام الله في الوقت الذي تنتهك كرامة الآخرين وحريتهم. وقبيل تلاوته التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وبعد احتفاله في كابلة السيكستين بمنح سر العماد 14 مولودا جديدا، قال البابا إن سر العماد يقدم معنى شاملا للاحتفالات الميلادية حيث فكرة أن نصير أبناء الله بنزول الابن الوحيد واتخاذه بشريتنا تشكل العنصر الأبرز، مضيفا أن يسوع الابن الوحيد صار بشرا كي نتمكن من أن نصير أبناء الله، وولد الله كي نستطيع نحن أن نولد من جديد.هذا السر الرائع الذي هو سر ولادتنا الثانية، ولادة كائن بشري من علُ من لدن الله، يتحقق ويتجسد في علامة سر العماد.
ولفت الأب الأقدس إلى أن الإنسان من خلال سر العماد يصبح حقا ابنا، ابنا لله، وتقوم غاية وجوده منذ ذلك الحين على بلوغ ما حصل عليه من هبات، بطريقة حرة وواعية. ويشكل المثل القائل “صر ما أنت عليه” مبدأ تربويا ينطلق منه الشخص البشري المفتدى بالنعمة. وأردف يقول إن الإنسان المسيحي المولود من المعمودية لحياة جديدة يبدأ مسيرة نموه في الإيمان التي تقوده إلى دعوة الله “أبّا- أيها الآب” والتوجه إليه بامتنان وعيش فرح أن يكون ابنا له.? ومن العماد المسيحي يتحدر نموذج مجتمعي، أشار البابا، وهو نموذج الإخوة، مشددا على أن الأخوّة لا تقوم على أيديولوجية ولا بقرار أية جهة سياسية. فلا يعترف الناس بعضهم إلى بعض أنهم إخوة إلا من وعي متواضع وعميق لكينونتهم أبناء للآب السماوي الأوحد. واجب علينا كمسيحيين، ختم البابا، أن نكون خميرة بشرية جديدة، متضامنة وغنية بالسلام والرجاء، نحن الذين نلنا بنعمة سر العماد موهبة العيش كأبناء الله وكإخوة والالتزام بها.