احتفال بازيليك العذراء سيدة فاتيما للكلدان الكاثوليك بعيد الميلاد المجيد
إحتفلت بازيليك العذراء سيدة فاتيما للكلدان الكاثوليك في مصر بعيد ميلاد مخلصنا يسوع المسيح، ترأس القداس الاحتفالي الخوراسقف فيليب نجم، راعي طائفة الكلدان الكاثوليك في مصر، ومعاونه الاب مايكل الفرنسيسكاني، وحضر القداس السيد اللواء خالد شفيق مندوب عن رئاسة جمهورية مصر العربية، والسيد اللواء خالد سليمان مندوب عن وزارة الداخلية المصرية.
كما شارك الحضور وفد من الازهر الشريف بقيادة الدكتور هاني شمس الدين، والشيخ مصطفى سليمان، والشيخ احمد ابو العزم، كما شارك الحضور ايضاً الدكتور رائد العزاوي مستشار الدكتور عبد الرحيم على نائباً عن مؤسسة البوابة نيوز. والسيد محمد تركي ابو كلل نيابةً عن رئيس التحالف الوطني العراقي سماحة السيد عمار الحكيم، وحضر ايضاً لفيف من الاباء الكهنة ممثلين عن قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وكان حضور مميز للاب بولس بطرس راعي الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية المرقسية للاقباط الارثوذكس.
وقد القى العظه الخوراسقف فيليب نجم وقال فيها:
“المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة”
لو تأملنا معاً في هذه البشرى السارة والرسالة السماوية التي تدعونا اليوم الى عيش السلام والرجاء على الارض،التي بها اعلنت الملائكة سر المخلص المسيح الرب ( هو المخلص)، الذي تأنس وصار انساناً ومُسح بالروح القدس.
سفر اشعيا (9: 5)، ” لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ“.
المجد لله في لعلى، تدعونا اليوم ان نقف أمام ظهور الله وتجلياته الإلهية، لنسبح ونمجد الرب على النعم التي يغدقها على الإنسان بعطاياه الغزيرة.
هكذا استقبلت الارض خالقها في صمت من هالة الحدث، وكان من غير الممكن ان تصمت السماء. ان ملائكة الرب رفعت بشرى الخلاص الى رعاة اُناس بسطاء فقراء مهمشين، ولذلك فالميلاد يدعونا اليوم مع الملائكة والرعاة، ان نعيش هذه الليلة الجميلة حيث تلتقي السماء مع الانسان.
لكي نعيش حقيقة الميلاد اليوم، يجب علينا ان نفتح ابواب قلوبنا ليسكن فيها الطفل يسوع ويحررها، هكذا ينتصر فينا النور على الظلام، والخير على الشر، والنعمة على الخطيئة، والمحبة على البغض، والغفران على الانتقام ، والسلام على الحرب والقتلوالدمار.
هذه هي رسالة الميلاد الجديد مع يسوع، ميلاد الحب والسلاموالتضحية (يوحنا 15: 13) “لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ”.
ان رسالة السماء اليوم موجهه الى جميع الشعوب ، (لو 1: 10- 11)، “فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ”
لاتخافوا … انه وعد من الله للانسان بالخلاص …. ولكن يكفرونني باسمك يارب … ويتهمونني بتحريف كلمتك يارب … يقتلونني رافعين رايتك يارب.
(يو 16: 3)، “ وَسَيَفْعَلُونَ هذَا بِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ وَلاَ عَرَفُونِي”. انا الاله الحق وانت تعرفني واستطيع ان احافظ على كلمتي انا الهك رحمن رحيم ، عادل، وقادر على كل شيئ، خالق السموات والارض. فلن اسمح بتحريف كلامي ولن ادعك تعيش في كذبة. (لوقا 21: 33)، “اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ“.
كيف اسمح بموت وقتل مئات والآف من الناس استشهادا ودفاعا عن كلامي بايمان صادق ‘ نعم سيفعلون هذا بكم…. يوحنا (16 : 2 )، “سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ”.
اما الذي يكفرك ويقتلك ويظن انه يقدم خدمة لله ويعمل بشريعته لم يعرفني بعد ، انا الاله الواحد الحق خالق الانسان ومعطي وواهب الحياة فانا لست محتاج الى الذي يقتل ويحرم ويحلل ويستبيح دماء الابرياء ويشوه صورتي واسمي انا الاله القوي وانت الضعيف المحتاج الى رحمتي وخلاصي فلن اتكل عليك ولا تضيع نعمة حياتك على الارض بقتل البشر بل اعرفني وادعوا البشر لمعرفتي.
ان الاديان السماوية،هي وحيٌ من الله وكلمة الله حاضره في هذه الاديان، لذلك لا يجب علينا ان نختلف في تقديم ماهية الله للبشرية، ولا يجب علينا ان نقدم تلك التعاليم الالهية، اي كلمة الله، بإسلوب سطحي يتناقض وصفات الله، او يقود لهدر كرامة الانسان وقتله. فالانسان قد كرمه الله، فخلقه على صورته كمثاله، و هذا هو اله الحق و الخير و الحياة و سواه اله شر و بلاء
لذلك لن يقبل الله ان يُقتل او يشرد او يُضطهد الانسان، بسبب فهم خاطيء للتعاليم الالهية السمحة، لان جوهر الله هو الخير الكامل والمحبة الكاملة، لذلك يجب ان تقودنا جميع الاديان السماوية الي الخير والمحبة، وقبول الاخر والانفتاح عليه، والتضامن من اجل ان تصان كرامة وحياة الكائن البشري، لانه خليقة الله وكرامتة وحياته هي نعمة وهبة الهية بل نحن نصلى من اجلك لكى تعرف الله و تعرفه للبشرية خير من قتلهم
في هذا اليوم المبارك لانستطيع الا ان نكون فرحين باولادنا الشهداء الذين هم الان في بيت الاب ملكوت السماء والذين بدمائهم ارتوت ارض مصر المباركة وتقوّى بها ايماننا بالخلاص والقيامة، ان تفجير الكنيسة البطرسية اصبح رمز لنا، اي كنيسة شهادة وحياة ورجاء لا كنيسة موت، بل للقيامة.
لنصلي اليوم من اجل المصابين في هذا الحادث الاليم ونكون مواطنين صالحين لنكون شهود لمحبة وخلاص وسلام لملك السلام
الطفل يسوع المسيح على الارض.
بعض الصور
Sameh N. Zeind