اسطفانوس – الأب وليم سيدهم
أول شهيد مسيحي في التاريخ كان “اسطفتنوس” من الشخصيات التي تلازم الرسل في القرن الأول الميلادي، ومن أوائل الذين آمنوا بموت وقيامة السيد المسيح رغم الخطر الذي كان ماثلًا لديهم فالكتبة والفريسيون أصروا على محاكمة وقتل من يدعون انهم أبناء المسيح …..
ولأن اسطفانوس كان قريبا من الرسل ومعروفًا عنه إيمانه القوي بالمسيح وحبه له، اختاره الرسل ليكون أحد السبعة خدام الذين عينوهم لخدمة رسالة الانجيل، خاصة الاهتمام بالظروف المادية والاجتماعية للأرامل الذين كانوا يترددون على الرسل.
في أحد الأيام انقض بعض الموتورين والمتطرفين من اليهود الرافضين للسيد المسيح على اسطفانوس وحاولوا أن يثنوه عن ايمانه المسيحي على ان يتمسك بيهوديته العدائية للمسيح واتباعه.
كان من المتوقع ان يرفض اسطفانوس الشهيد محاولات هؤلاء المتشردين، لا بل ذكرهم بأنهم هم الذين قتلوا المسيح ومازالوا مُصرين على رفضه واعتباره مارقًا وخارجًا عن ملة اليهود.
لجأ هؤلاء المتشددين غلى سلاح التكفير، واتهموا اسطفانوس اتهامات باطلة، فحواها أنه يدعو لمناقضة شريعة موسى، وانه لا يحرم التقاليد اليهودية العريقة وأنه يثير الشغب، وهكذا تم قتل اسطفانوس بدم بارد علمًا بأن شاول الذي هو بولس الفريسي كان شاهدًا علة هذه الواقعة لا بل كان موافقًا على رجم الشهيد اسطفانوس، لا بل كان يحتفظ بملابس المعتدين وقتها.
نسجل هنا أن لحظة التمايز بين اليهود المحافظين المتشددين وبين اليهود الذين آمنوا بيسوع بدأ يشتد عودها وتصبح واقعًا محسوس على الأرض، فكان هؤلاء المؤمنين بالمسيح يجتمعون معًا في آخر يوم السبت ويقومون بكسر الخبز معًا وهو الاحتفال بموت وقيامة يسوع كما أمر يسوع نفسه بذلك، وبدأت التقاليد المسيحية من اختيار القراءات واقامة الصلوات وتقديم الذبيحة تتمايز عن صلوات اليهود.
لهذا شعر اليهود بالخطر على دينهم المتشدد وكان أن عُمد هذا الاختلاف بالدم، دم الشهداء ابتداء من اسطفانوس واستمرارًا على يد نيرون ودقلديانوس الأباطرة الرومان الذين كانوا يحاربون كل من لا يسجد للأمبراطور.
لا نزال نعيش حتى الآن بروح الاستشهاد كل مرة نلتقي بمتطرفين من كل نوع ، بركة الشهداء تكون معنا آمين.