stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أخبار الكنيسةروحية ورعويةكتابات القراء

اسهروا و صلوا – الاب وليم سيدهم

1.5kviews

اسهروا و صلوا – الاب وليم سيدهم

إن مهنة السهر تتطلب عدم النوم بالليل و السهر مقرون بحراسة المنزل في المساء عندما ينام أهل البيت، الحارس هو الذى يسهر ليمنع اللصوص من الإقتراب من المنزل أو محاولة سرقة محتوياته أو ممتلكات صاحب المنزل من ثلاجة أو غسالة أو بعض الأغراض الثمينة، فالسهر إذن ضرورة للحفاظ على الأرواح و الممتلكات يتقاضى الساهر أجراً نظيره.

إلا أن الانجيل ملئ بالحديث عن “السهر” فمثلاً “كان الرعاة ساهرين على رعاية غنمهم حينما فاجأهم ملاك الرب و أعلن لهم عن ميلاد السيد المسيح ” و “العذارى الحكيمات و الجاهلات كن يسهرن لملاقاة العريس” و “يسوع المسيح نفسه سهر عشية أسبوع الآلام و هو يصلى إلى الآب لينقذه من محنة الموت صلباً ، وقتها طلب يسوع من بطرس و يعقوب و يوحنا أن يسهروا معه ليساندوه فى محنته” .

و نحن نسهر لكى ننهى أعمالنا التى لم ننها قبل أن ننام و نسهر لننتظر عزيز لدينا قادم من السفر ليلاً، أو نسهر بسبب القلق الشديد و الخوف، إن معاناة السهر تزيد كلما كان الإنتظار مشوباً بالقلق و التوتر بسبب نوعية المهمة التى نسهر بسببها و الظروف التى تقض مضاجعنا من حرب وعنف و عدم أمان.

و إذا كان السهر معناه اليقظة و الإبقاء على كامل قوانا متيقظة فإننا نريد إلا تباغتنا أمور قد تضر بنا ضرراً فادحاً لذا حينما يطلب منا يسوع المسيح “السهر” فهو يدعونا إلى التأهب و الاستعداد لصد الهجمات التى يشنها الشيطان لتدمير مناعتنا الروحية و النفسية لتصبح غرائزنا و حدها تعمل بلا عقل و لا رقيب و لا قدرة على التمييز.

إن السهر للصلاة هو الوقوف على بوابة حواسنا و عقلنا و قلبنا حتى لا يقتحمها متطفل أو تنفذ إليها بكتريا قاتلة أو فيروساً مدمراً.

لقد سقط داود الملك و النبى في خطيئة الزنى و القتل لأنه أهمل السهر على حواسه و عقله و قلبه فتركه فريسة لفيروسات مدمرة و دفع الثمن غالياً، ووقع الشاب الغنى فريسة للطمع و الحب و المال لأنه ترك بوابة القناعة مفتوحة مشرعة دخل منها فيروس الطمع الذى أفقده القدرة على إتخاذ قرار في صالح الملكوت، كما ترك الفريسى التواضع و محبة القريب بإتهامه للعشار و لكل ما عداه بالتسيب و عدم المحافظة على الناموس فرفض الله صلاته.

أ ن نسهر على حواسنا اليوم يعنى أن نغض البصر عن كل ما يعثرنا من شهوة النظر من إقتناء كل ما لذ و طاب من الطعام و الشراب و الجنس و المسكن و الملبس و أن لا تقدم هذه الاحتياجات المادية المهمة على محبة الله. و أن لا نكون فريسة لمغريات تفقدنا سلامنا الداخلى و قدرتنا على العيش بإعتدال وقناعة.

أن نسهر على بوابات عقولنا يعنى أننا لا نمنطق ما لا منطق له فنتخذ قرارات تضر بنا أولاً ثم بالآخرين فنعقلن الغضب و نبرره و نعقلن الحسد و الغيرة فنضر الآخرين و نعقلن خطط جمع المال كما فعل الغنى الجاهل و نمجد الأنانية فنسميها حكمة و نغبط الاسراف و نسميه “من فضل ربى”.

أن نستثمر الوقت فى إقتناء الرتب و النياشين و الشهادات و المهارات في غياب أى وقت للتأمل أو الصلاة أو أعمال المحبة ، أن نسهر على أنفسنا و مشاعرنا يعنى أن نميز بين الأفراح الزائلة و سبب الفرح الدائم فى أنفسنا.

“اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ” إسهروا لقبول زيارة الرب “هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي”