stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

اقترعوا على ثيابي – الأب وليم سيدهم

386views

في طقس الجمعة العظيمة القبطي، تُقرأ على المؤمنين أحداث وإجراءات قتل يسوع بيد رؤساء الدين والكهنة، المشهد المُلفت هو إقتسام الجنود لثوب يسوع واستخدام القرعة لمعرفة من يفوز بهذا الثوب الرجواني الذي استخدمه عظماء الفريسيين والمنفذين لأحكام الإعدام في أورشليم، لكي يستهزؤن بيسوع الذي أعلن موافقته على كونه ملك اليهود.

إنها تقاليد قديمة ومتواصلة حتى يومنا هذا، الإحتفاظ باجزاء من القماش أو الحجارة أو الذهب أو الفضة تخليدًا لحدث ما استخدمت فيه هذه الأشياء.

وهكذا يمكن أن نضع حدث الإقتراع على ثوب يسوع بين الجنود الومان المستعمرين لفلسطين، والمنفذين لقانون اعدام يسوع لأن اليهود في القانون لبروماني لم يكن لهم الحق في الحكم بالاعدام على أحد، ولأنهم كانوا يعرفون ذلك جيدًا أورطوا بيلاطس الحاكم الروماني بحجة أن يسوع كان يخلق لبلبلة في أورشليم وبالتالي فهو يخل بالنظام الامبراطوري الروماني.

يمكننا أن نذكر حادث تحطيم حائط برلين الذي كان يفصل رمزيًا وفعليًا بين الأراضي التي يتحكم فيها الإتحاد السوفيتي السابق عام 1989، وبين الأراضي التي تتحكم فيها الولايات المتحدة في ذلك الحين. ولأن هذا الحائط التاريخي بين الغرب والشرق شهد أحداثًا من القتل والشد والجذب بين المعسكر السوفيتي والمعسكر الامريكي، كما كان آلاف الجنود الأمريكان مكدسين وراء هذا الحائط من الغرب ومن الشرق من برلين كان الاتحاد السوفيتي أيضًا يملأ برلين الشرقية بالعتاد والسلاح.

ولسخرية القدر، فحينما سقط الاتحاد السوفيتي سقط معه حائط برلين، وبلغ حجم وقطع الحجارة التي استولى عليها الناس شرقًا وغربًا مبلغًا كبيرًا، احتفاظًا بأثر من ذكرى هذا الحائط البائس، ونشير هنا أن الفقراء بالملايين هم الذين كانوا يدفعوه ثمن وجود هذا الحائط بين الشرق والغرب، فهم كانوا وقود الحروب التي اشتعلت في كل بلاد العالم.

إن المقارنة هنا غير دقيقة، فشتان الفرق بين ثوب مخلص العالم، ابن الله الرحيد، وبين حائط برلين الذي –وحتى بعد سقوطه- ظل الشرق شرقًا والغرب غربًا، وانتهكت ومازالت تنتهك كل الأعراض وكل حيواة الناس، هذه المرة تحت قيادة واحدة، هي الولايات المتحدة الأمريكية.

إننا نقترع كل يوم على ثوب وعل حياة وعلى تعذيب وعلى سجن وعلى تغريب الفقراء، في كل مرة نصمت عن قول الحق، وفضح أساليب الإستعغلال الذي يقوده الغنياء وحكام هذا العالم البائس، غننا حينما نشارك بالصمت أو بالكلام في تغطية الظلم، ونرفض تعرية الحقيقة والإعتراف بفظاعة الممارسات المهنية المُذلة لكل من لهم سلطة على رعاياهم، فإننا نكون قد انتقصنا من إيماننا ومن كرامتنا كبشر.

نعم، يسوع احتمل كشاة تساق إلى الذبح لا ليكرس الظلم بل لينتصر عليه بقيامته وقدرته على خلق عهد جديد ملئه السلام.