الأباتي برناردو جاني يؤكد وقوف الكنيسة إلى جانب المؤمنين في هذه المرحلة الحرجة
نقلا عن الفاتيكان نيوز
18 مارس 2020
علّق رئيس دير San Miniato al Monte في فلورنسا الأباتي Bernardo Gianni على انتشار فيروس كورونا في إيطاليا والعالم بالقول: إننا نعيش اليومَ مرحلةً مظلمة لكننا نقف إلى جانب الناس بشتى الوسائل المتاحة لدينا، مشجعاً العائلات على إعادة اكتشاف دعوتها كخلايا في الكنيسة، تصلي مع بعضها البعض وتشهد للرجاء أمام الآخرين.
ويرى قسم كبير من أهالي فلورنسا في الأباتي جاني مرجعاً روحيا وثقافياً، خصوصا وأن البابا فرنسيس كان قد اختاره العام الماضي ليتلو العظات خلال أسبوع الرياضات الروحية في زمن الصوم. وقد شاء في هذه الفترة العصيبة التي نعيشها أن يوجه كلمة تشجيع إلى شعب الله، مؤكداً أن هذا الوضع سيساهم في ترسيخه بالإيمان. ففي مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني شدد الأباتي جاني على ضرورة أن تعرب الكنيسةُ عن قربها من شعب الله كلّه، من الأفراد ومن جماعات المؤمنين، لتختبر هذا السرّ العظيم، سر المحبة الذي ينبع من قلب الثالوث الأقدس، هذا القلب الذي لا يعرف حدوداً، ويُشعرنا بالأمان في هذه الأيام الصعبة. من هذا المنطلق اعتبر أنه من الأهمية بمكان أن يستشعر الناسُ بقدرتهم على المكوث في قلب الكنيسة، الذي هو قلبُ الرب لأنه مصدرُ نعمتنا ورجائنا وخلاصنا.
وفي ردّ على سؤال بشأن تعليق القداديس والاحتفالات الدينية، ومن بينها مراسمُ التشييع، أكد رئيس دير San Miniato al Monte في فلورنسا أن الوسائل التكنولوجية المتاحة لدينا يمكنها أن تعوّض عن هذا النقص مع أن الأمر يختلف، مشيراً في هذا السياق إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي والهاتف المحمول وكلّ ما من شأنه أن ينقل صوت الكاهن ورجل الدين وسط العائلات الممتحنة، وهكذا تشارك الكنيسةُ الناس في مسيرة المواساة هذه بانتظار استئناف الاحتفالات والقداديس. وأكد أنه يتعين على رعاة الكنيسة أن يستفيدوا من كل وسيلة متاحة لديهم ليكونوا قريبين من الناس.
بعدها أشار الأباتي جاني إلى أن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني جعلنا نكتشف مجددا أن الكنيسة هي سرُّ شركةٍ وعلاقةٍ ينبعث من قلب الثالوث الأقدس. لذا لا يمكن أن ينتمي المؤمنون إلى الكنيسة ويسعون إلى الانغلاق على ذواتهم وسط مشاعر الخوف والأنانية. وذكّر ختاماً بأن الرسل كانوا مجتمعين وراء الأبواب الموصدة بعد القيامة، بيد أن الرب حلّ في وسطهم ومنحهم الروح القدس طالباً منهم أن يخرجوا من حالة الانعزال هذه ليحملوا إلى العالم كله الرحمةَ والرجاء.