stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أخبار الكنيسة

الأقباط الكاثوليك… كنيسة حيّة

776views

97789

الأب رفعــت بدر

في تشرين أول 2010 لفت انتباهي الحضور “المميّز” لكنيسة الأقباط الكاثوليك في سينودس الكنيسة في الشرق الأوسط والذي عقد في الفاتيكان مدة أسبوعين. وقد تطوّرت صداقات عديدة بيني وبين العديد من الأساقفة والكهنة الذين يغلب عليهم طابع الثقافة والتحدث بلغات، بالإضافة إلى التواضع والبساطة والروحانية العميقة.

وقبل أيام دُعيت من قبل الأب شنودة شفيق، رئيس كلية اللاهوت -الإكليريكية- في المعادي، لإلقاء كلمتين في مؤتمر للأخوة الكهنة والشمامسة، وقبلت الدعوة بطيب خاطر. وتكلمت عن الإعلام والأيديولوجيا والدين والشباب في اللقاء الأول، وفي الثاني عن استخدام الإعلام في العمل الراعوي مع الشباب، وأقرنت كلامي بفيديوهات خاصة للمناسبة، وجرى نقاش بالغ الروعة مع الأخوة الكهنة، وسألني مدير الندوة: هل تريد الأسئلة المكتوبة؟ فقلت لا، أحب شكل الحوار الأخوي اللفظي.

المهم صراحةً ليس عنوان المؤتمر، وهو بالمناسبة قيّم وحاضر به نخبة من المفكرين المصريين، وشارك بجلسات منه غبطة البطريرك العزيز ابراهيم اسحق، وعدد من الأساقفة والكهنة من كنائس كاثوليكية أخرى مثل المطران العزيز كريكور كوسا مطران الارمن الكاثوليك بمصر، والأخوة الكهنة مثل الأب جوزيف نفّاع، المتخصص في الكتاب المقدس، والقادم من لبنان، وله أسلوب شيّق في اكتشاف كنوز “الكتاب” والتأمل به وعيشه، لكنّ ما شدني بالأكثر هو المحبة السائدة بين الكهنة والجو “الجميل والشاعري” وهو ما يجب أن تكون عليه العلاقات. وكذلك التزام الكهنة (بحدود 70 كاهناً) في أعمال المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، وسيّما وأن منهم قدم من أماكن بعيدة مثل الصعيد والمنيا وأسيوط وسوهاج والإسكندرية وغيرها…

أجواء من المحبة عشتها مع إخوتي الأعزاء، وكم سرّني أن قسماً كبيراً منهم يتابع وبشكل يومي موقع أبونا الإلكتروني، منذ سنوات. وكم تأثرت للأفكار والمخططات الجميلة التي ترغب كل كنيسة بتحقيقها، لكن هنالك عراقيل كثيرة أيضاً، مثل إنشاء محطة فضائية كاثوليكية تنشر أخبارها من مصر، ومثل إنشاء رابطة للكتّاب والصحفيين الكاثوليك، أو المسيحيين بشكل عام، في منطقة الشرق الأوسط.

هنالك آمال وتطلعات، وهنالك آلام وتحديات، لكن الهمّة عالية، و”عال العال يا بوي”، والكنيسة القبطية الكاثوليكية ملتزمة بخطها الكاثوليكي، ومنفتحة على التعاون مع الكنائس الشقيقة، وكذلك فإن خيارها هو خدمة المواطن المصري، بغض النظر عن انتماءاته الدينية أو منصبه الإجتماعي.

في مصر، تعرف على ارض الواقع ان اجتماع بساطة الصلاة وتواضع النفس وجدية العمل والعلم، وروح الفكاهة، هو عيش جميل للمحبة بلا عُقدٍ.

تحية للكنيسة الشقيقة…

موقع ابونا