الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 1 تشرين الثانى/نوفمبر 2018
الاحتفال بجميع القدّيسين
إنجيل القدّيس متّى 12a-1:5
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا رَأى يَسوعُ ٱلجُموع، صَعِدَ ٱلجَبَلَ وَجَلَس، فَدَنا إِلَيهِ تَلاميذُهُ.
فَشَرَعَ يُعَلِّمُهُم، قائِلًا:
«طوبى لِفُقَراءِ ٱلرّوح، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّمَوات.
طوبى لِلوُدَعاء، فَإِنَّهُم يَرِثونَ ٱلأَرض.
طوبى لِلمَحزونين، فَإِنَّهُم يُعَزَّون.
طوبى لِلجِياعِ وَٱلعِطاشِ إِلى ٱلبِرّ، فَإِنَّهُم يُشبَعون.
طوبى لِلرُّحَماء، فَإِنَّهُم يُرحَمون.
طوبى لِأَطهارِ ٱلقُلوب، فَإِنَّهُم يُشاهِدونَ ٱلله.
طوبى لِلسّاعينَ إِلى ٱلسَّلام، فَإِنَّهُم أَبناءَ ٱللهِ يُدعَون.
طوبى لِلمُضطَهَدينَ عَلى ٱلبِرّ، فَإِنَّ لَهُم مَلكوتَ ٱلسَّمَوات.
طوبى لَكُم، إِذا شَتَموكُم وَٱضطَهدوكُم وَٱفتَرَوا عَلَيكُم كُلَّ كَذِبٍ مِن أَجلي،
اِفَرحوا وابْتَهِجوا: إِنَّ أَجرَكم في السَّمَواتِ عظيم.
شرح لإنجيل اليوم :
الطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 – 1157)، راهب سِستِرسيانيّ
عظة بمناسبة عيد جميع القدّيسين
«فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّمَوات»
“طوبى لِفُقَراءِ ٱلرّوح، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّمَوات” نعم، طوبى للذين يرفضون الأثقال التافهة، رغم ثقلها، في هذا العالم. هؤلاء الذين يرفضون أن يصبحوا أثرياء، إلاّ من خلال امتلاك خالق العالم نفسه، لشخصه فقط. أولئكَ الذينَ لا شيءَ عندَهم وهم يملكونَ كلَّ شيء (راجع 2كور6: 10). ألا يملكون كلّ شيء، أولئك الذين يملكون مَن يحوي كلّ شيء ويدبّر كلّ شيء، أولئك الذين يعتَبرون الله نصيبهم وميراثهم؟ (راجع عد 18: 20). ما مِن شيءٍ يُعوِز ُمُتَّقي الرّب (مز 34[33]: 10)، فالله يعطيهم كلّ ما يعلم بأنّهم يحتاجون إليه. وسوف يبذلُ حياتَه من أجلهم، لكي يكتمل فرحُهم… لذا أيّها الإخوة، فلنَغتبط لأنّنا فقراء بالرّب يسوع المسيح، ولنَبذُل جهدنا لنكون متواضعينَ معه. حقًّا، ما من شيء بغيض وتعيس أكثر من فقير مُتفاخر…
“فلَيسَ ملكوتُ اللهِ أكلاً وشُربًا، بل بِرٌّ وسلامٌ وفرحٌ في الروحِ القُدُس” (رو 14: 17). فإن كنّا نشعر بأنّ هذا كلّه فينا، لِمَ لا نعلن بثقة أنّ ملكوت الله بينَنا؟ (راجع لو 17: 21). والحال أنّ كلّ ما هو فينا هو حقًّا لنا، ولا يمكن لأحدٍ أن يَنتَزعَه منّا. لذا، عندما أعلن الرّب عن فرح فقراء الرُّوح، كان مُحقًّا حين قال: “إنّ لهم مَلكوتَ السموات” وليس “سيكون لهم ملكوتُ السموات”. إنّه لهم ليس فقط لأجل حقٍّ شرعي، بل لأجل الوعد الأكيد، والإختبار المسبق للسعادة الكاملة. ليس فقط لأنّ الملكوت معدٌّ لهم منذ إنشاء العالم (مت 25: 34)، بل أيضًا لأنّهم بدأوا بامتلاكِه. إنّهم يملكون هذا الكنز السماوي في آنيةٍ من خَزَف (راجع 2كور4: 7 )؛ إنّهم منذ الآن يحملون الله في أجسادهم وفي قلوبهم.