الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 27 تشرين الأول/أكتوبر 2018
السبت التاسع والعشرون من زمن السنة
إنجيل القدّيس لوقا 9-1:13
في ذَلِكَ ٱلوَقت، حَضَرَ أُناسٌ وَأَخبَروا يَسوعَ خَبَرَ ٱلجَليلِيّينَ ٱلَّذينَ خَلَطَ بيلاطُسُ دِماءَهُم بِدِماءِ ذَبائِحِهِم.
فَأَجابَهُم: «أَتظُنّونَ هَؤُلاءِ ٱلجَليلِيّينَ أَكبَرَ خَطيَئَةً مِن سائِرِ ٱلجَليلِيّينَ حَتّى أُصيبوا بِذَلِك؟
أَقولُ لَكُم: لا، وَلَكِن إِن لَم تَتوبوا، تَهلِكوا بِأَجمَعِكُم مِثلَهُم.
وَأولَئِكَ ٱلثَّمانِيَةَ عَشَرَ ٱلَّذينَ سَقَطَ عَلَيهِمِ ٱلبُرجُ في سِلوامَ وَقَتَلَهُم، أَتَظُنّونَهُم أَكبرَ ذَنبًا مِن سائِرِ أَهلِ أورَشَليم؟
أَقولُ لَكُم: لا، وَلَكِن إِن لَم تَتوبوا تَهِلكوا بِأَجمَعِكُم كَذَلِك».
وَضَرَبَ هَذا ٱلمَثَل: «كانَ لِرَجُلٍ تينَةٌ مَغروسَةٌ في كَرمِهِ، فَجاءَ يَطلُبُ ثَمَرًا عَلَيها فَلَم يَجِد.
فَقالَ لِلكَرّام: إِنّي آتي مُنذُ ثَلاثِ سَنَواتٍ إِلى ٱلتّينَةِ هَذِهِ أَطُلبُ ثَمَرًا عَلَيها فَلا أَجِد، فَٱقطَعها! لِماذا تُعَطِّلُ ٱلأَرض؟
فَأَجابَهُ: «سَيِّدي، دَعها هَذِهِ ٱلسَّنَةَ أَيضًا، حَتّى أَقلِبَ ٱلأَرضَ مِن حَولِها وَأُلقِيَ سَمادًا.
فَلَرُبَّما تُثمِرُ في ٱلعامِ ٱلمُقبِلِ وَإِلّا فَتَقطَعُها».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس قيصاريوس (٤٧٠ – ٥٤٣)، راهب وأسقف آرل
العظة رقم 37
«تأَمَّلوا بِقُلوبِكم أَيُّها العُصاة» (إش 46: 8)
هناك الكثير من الأعمال التّي لا نستطيع القيام بها جسديًّا بسبب ضعفنا البشري؛ لكن لو كانت لنا إرادة فعليّة، نستطيع بواسطة الإلهام الإلهي أن نجد المحبّة في قلوبنا. هناك الكثير من الأمور التي قد لا نستطيع إخراجها من مخزننا، أو قبونِا أو علّيّتنا، ولكن ليس لدينا عذر عندما يتعلّق الأمر بقلبنا.
لم يُقَل لنا: اذهبوا إلى الشرق طلبًا للصدقة، أو أبحروا إلى الغرب للعثور على محبّة الله. لا، بل طُلب منّا أن نتوجّه إلى داخلنا، إلى قلبنا الذي يُخرِجنا الغضب منه باستمرار. وكما قال النبي: “تأَمَّلوا بِقُلوبِكم أَيُّها العُصاة” (إش 46: 8). نحن لا نجد في المناطق البعيدة ما طلبه الربّ منّا؛ بل هو أرسلنا إلى داخلنا، إلى عمق قلبنا، إذ جعل في داخلنا ما طلبه منّا. إنّ المحبّة الكاملة ليست سوى الإرادة الحسنة؛ وهذه الإرادة الحسنة هي التّي أعلنها الملائكة للرّعاة قائلين: “والسَّلامُ في الأَرضِ لِلنَّاسِ فإنَّهم أَهْلُ رِضاه” (لو 2: 14).
فلنعمل بكلّ قوانا إذًا وبمعونة الله لكي نجعل المكان الأوّل في نفسنا مخصّصًا للخير بدلاً من الشرّ، وللصبر عوضًا عن الغضب، والإحسان مكان الشهوة، والتّواضع بدلاً من الكبرياء. باختصار، فلتملك عذوبة المحبّة على قلبنا لدرجة ألاّ يعود فيه مكان للمرارة والبغض.