الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 28 نوفمبر/تشرين الثانى 2018
الأربعاء الرابع والثلاثون من زمن السنة
إنجيل القدّيس لوقا 19-12:21
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «يَبسُطُ ٱلنّاسُ أَيدِيَهُم إِلَيكُم، وَيَضطَهِدونَكُم، وَيُسلِمونَكُم إِلى ٱلمَجامِعِ وَٱلسُّجون، وَتُساقونَ إِلى ٱلمُلوكِ وَٱلحُكّامِ مِن أَجلِ ٱسمي.
فَيُتاحُ لَكُم أَن تُؤَدّوا ٱلشَّهادَة.
فَٱجعَلوا في قُلوبِكُم أَن لَيسَ عَلَيكُم أَن تُعِدّوا ٱلدِّفاعَ عَن أَنفُسِكُم.
فَسَأوتيكُم أَنا مِنَ ٱلكَلامِ وَٱلحِكمَةِ ما يَعجِزُ جَميعُ خُصومِكُم عَن دَفعِهِ أَوِ نَقضِهِ.
وَسَيُسلِمُكُمُ ٱلوالِدونَ وَٱلإِخوَةُ وَٱلأَقارِبُ وَٱلأَصدِقاءُ أَنفُسُهُم، وَيُميتونَ أُناسًا مِنكُم،
وَيُبغِضُكُم جَميعُ ٱلنّاسِ مِن أَجلِ ٱسمي.
وَلَن تُفقَدَ شَعرَةٌ مِن رُؤوسِكُم.
إِنَّكُم بِثَباتِكُم تَكتَسِبونَ أَنفُسَكُم.
شرح لإنجيل اليوم :
القوانين الرّسوليّة (سنة 380)، مستند قانونيّ وليترجيّ
نص يعود لبدايات القرن الثّالث
«وَلَن تُفقَدَ شَعرَةٌ مِن رُؤوسِكُم»
إذا دُعينا يوماً إلى الشهادة، يجب أن نعترف دوماً باسم الرّب الثّمين، وإذا لحقنا القصاص من أجل ذلك، فلنفرح لأننا بذلك نجري إلى الخلود. إذا اضطُهِدنا فلا نحزن ولا نستعطفن النّاس ولا نستجديّن “الثناء من النّاس” ولا المجد ولا الشرف من الأمراء كما يفعل البعض. فقد كانوا مُعجبين بأعمال الرّب، ولكنّهم لم يؤمنوا به خوفًا من عظماء الكهنة والقادة الآخرين، لأن هؤلاء “فضَّلوا المَجدَ الآتيَ مِنَ النَّاسِ على المَجدِ الآتي مِنَ الله” (يو 12: 43). فـبتأكيدنا شهادة الإيمان التي شهدناها شهادة حسنة (راجع 1تم 6: 12) لا نؤكد خلاصنا و حسب بل نُثَبِّتُ في الإيمان المعمدين الجدد ونقوي إيمان الموعوطين.
فليفرح إذاً من كان أهلاً لنيل الشّهادة، فليفرح لكونه عمل كالمعلّم لأنّه كُتب: “ما مِن تِلميذٍ أَسمى مِن مُعَلِّمِه. كُلُّ تِلميذٍ اكتَمَلَ عِلمُه يَكونُ مِثلَ مُعَلِّمِه” (لو 6: 40). إن معلّمنا -الرّب يسوع المسيح- ضُربَ بسببنا، وتحمّل بصبر الهزء والسخرية، وغطّوا وجهه بالتَّفلِ، جُلِدَ وعُذب و سّمر بالمسامير وسقوه خلاًّ ومرّاً وبعد أن تمم الكُتُبَ قال لأبيه الله الآب: “بين يديك أستودع روحي” (لو 23: 46). إن الّذي يريد أن يكون تلميذًا له، فليطمح لأن يناضل مثله وليتشبّه بصبره وليكن أكيدًا… إنَّه مهما حدث له فإنه سينال المكافأة من لدن الله إذا آمن بالله الحقيقي الأوحد.
لأن الله الكلّي القدرة سوف سيقيمنا من الموت بربّنا يسوع المسيح، حسب وعده الأكيد لنا، مع جميع الموتى الّذين ماتوا منذ البدء. ولو متنا في البحر أو تفرّقنا في الأرض وحتى لو مزّقتنا الحيوانات المفترسة سوف يقيمنا بقدرته لأن كل الكون ممسوك بيد الله… قال الرب “لَن تُفقَدَ شَعْرَةٌ مِن رُؤُوسِكم” لذلك إنه يحثنا بقوله “إِنَّكم بِثَباتِكُم تكتَسِبونَ أَنفُسَكم”