الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 3 تشرين الأول/أكتوبر 2018
الأربعاء السادس والعشرون من زمن السنة
إنجيل القدّيس لوقا .62-57:9
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، بَينَما يَسوعُ وَتَلاميذُهُ سائِرون، قالَ لَهُ رَجُلٌ في ٱلطَّريق: «أَتبَعُكَ حَيثُ تَمضي».
فَقالَ لَهُ يَسوع: «لِلثَّعالِبِ أَوجِرَةٌ وَلِطُيورِ ٱلسَّماءِ أَوكار، وَأَمّا ٱبنُ ٱلإِنسان، فَلَيسَ لَهُ ما يَضَعُ عَلَيهِ رَأسَهُ».
وَقالَ لِآخَر: «ٱتبَعني!» فَقال: «يا رَبّ، إيذَن لي أَن أَمضِيَ أَوَّلًا فَأَدفِنَ أَبي».
فَقالَ لَهُ: «دَعِ ٱلمَوتى يَدفِنونَ مَوتاهم. وَأَمّا أَنتَ فَٱمضِ وَبَشِّر بِمَلَكوتِ ٱلله».
وَقالَ لَهُ آخَر: «أَتبَعُكَ يا رَبّ، وَلَكِنِ ائذَن لي أَوَّلًا أَن أُوَدِّعَ أَهلَ بَيتي».
فَقالَ لَهُ يَسوع: «ما مِن أَحَدٍ يَضَعُ يَدَهُ عَلى ٱلمِحراث، ثُمَّ يَلتَفِتُ إِلى ٱلوَراء، يَصلُحُ لِمَلَكوتِ ٱلله».
تعليق على الإنجيل
القدّيس لاوُن الكبير (؟ – نحو 461)، بابا روما وملفان الكنيسة
العظة 71، حول قيامة الرّب
«ما مِن أَحَدٍ يَضَعُ يَدَهُ عَلى ٱلمِحراث، ثُمَّ يَلتَفِتُ إِلى ٱلوَراء، يَصلُحُ لِمَلَكوتِ ٱلله»
يا أعزائي، إنّ القديس بولس، رسول الأمم، لا يناقض إيمانّنا عندما يقول: ” فَإِذا كُنّا قَد عَرَفنا ٱلمَسيحَ يَومًا مَعرِفَةً بَشَرِيَّة، فَلَسنا نَعرِفُهُ ٱلآنَ هَذِهِ ٱلمَعرِفَة”(2كور5، 16). إن قيامة الرّب لم تضع نهاية لجسده بل حوّلته. ومزيد قدرته لم يقوِّض جوهره؛ الخاصيّة قد تبدّلت، والطبيعة لم تُدمّر. لقد عُلِّقَ هذا الجسد على الصليب: ولم يَعُد يطاله الألم. قادوه الى الموت: فأصبح أزليًّا. أماتوا جسده: فأصبّح غير فانٍ.
وفي الواقع، بإمكاننا أن نقول أن جسد الرّب يسوع المسيح لم يعد كما عرفناه سابقًا؛ لأنه لم يبقَ فيه أثر للألم أو للضعف. لقد بقي في ذات الجوهر لكنّه لم يعد ذاته بالنسبة الى المجد. من جهة أخرى، فلماذا يساورنا العجب حين يعبّر القدّيس بولس عن رأيه بهذا الشكل حول جسد الرّب يسوع المسيح في حين يتكلّم عن جميع المسيحيّين العائشين بحسب الرُّوح قائلًا: “َنَحنُ لا نَعرِفُ أَحَدًا بَعدَ ٱليَومِ مَعرِفَةً بَشَرِيَّة.”.
أراد القدّيس بولس أن يقول في هذا الخصوص أنَّ قيامتنا قد بدأت في شخص الرّب يسوع، إذ أنّ فيه، هو الذي مات من أجل الجميع، قد حلّ رجائنا. فلم يعد فينا شكّ أو تردّد، أو خيبة إنتظار: فالوعود قد بدأت تتّم ونحن نرى الآن بأعيُن الإيمان النِّعَم التي ستفعمنا غدًا. لققد رُفعَتُ طبيعتنا؛ إذًا إننا نملك الآن محتوى إيماننا.
فعلى شعب الله أن يَعي أنَّه “خَلقٌ جديد في المسيح”(راجع 2كور 5: 17)، وأن يدرك جيّدًا مَن الذي اختاره ومَن قد اختار هو. على الكائن المتجدّد ألّا يعود الى تلدُّد حالته السابقة. على “مَن وَضَعَ يَدَهُ عَلى ٱلمِحراث” الّا يكف عن العمل، وأن يسهر على الحبّة التي زرعها، ألّا يعود الى الأشياء التي تخلّى عنها. هذه هي طريق الخلاص؛ وهذه هي الطريقة الأسمى للاقتداء بالقيامة التي ابتدأت في الرّب يسوع المسيح.