الأنجيل اليومى بحسب طقس الروم الملكيين 19/9/2018
الاربعاء 19 أيلول/سبتمبر 2018
الأربعاء الثامن عشر بعد العنصرة (الإنجيل الأوّل بعد الصليب)
في كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك اليوم : تذكار القدّيسين الشهداء تروفيموس وسباتيوس وذوريميذون.
إنجيل القدّيس لوقا .15-1:4
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، رَجَعَ يَسوعُ مِن ٱلأُردُنِّ وَهُوَ مُمتَلِئٌ مِن ٱلرّوحِ ٱلقُدُس، فَٱقتادَهُ ٱلرّوحُ إِلى ٱلبَرِّيَّةِ
يُجَرِّبُهُ إِبليسُ أَربَعينَ يَومًا. وَلَم يَأكُل شَيئًا في تِلكَ ٱلأيّامِ. فَلَمّا ٱنقَضَت جاع.
فَقالَ لَهُ إِبليس: «إِن كُنتَ ٱبنَ ٱللهِ، فَمُر هَذا ٱلحَجَرَ أَن يَصيرَ خُبزًا».
فَأَجابَهُ يَسوعُ قائِلاً: «مَكتوبٌ: لَيسَ بِٱلخُبزِ وَحدَهُ يَحيا ٱلإِنسانُ، بَل بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ ٱلله».
فَأَصعَدَهُ إِبليسُ إِلى جَبَلٍ عالٍ وَأَراهُ جَميعَ مَمالِكِ ٱلمَسكونَةِ في لَمحَةٍ مِن ٱلزَّمان.
وَقالَ لَهُ إِبليس: «لَكَ أُعطي كُلَّ هَذا ٱلسُّلطانِ وَمَجدَ هَذِهِ ٱلمَمالِكِ، لِأَنَّها دُفِعَت إِلَيَّ، وَأَنا أُعطيها لِمن أَشاء.
فَإِن أَنتَ سَجَدتَ أَمامي، فَهَذِه كُلُّها لَكَ».
فَأَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُ: «إِذهَب خَلفي يا شَيطان! فَإِنَّهُ مَكتوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسجُدُ، وَإِيّاهُ وَحدَهُ تَعبُد».
وَأَتى بِهِ إِلى أورَشَليمَ، وَأَقامَهُ عَلى جَناحِ ٱلهَيكَلِ وَقالَ لَهُ: «إِن كُنتَ ٱبنَ ٱللهِ فَأَلقِ بِنَفسِكَ مِن هَهُنا إِلى أَسفَل.
فَإِنَّهُ مَكتوبٌ: أَنَّهُ يوصي مَلائِكَتَهُ بِكَ لِتَحفَظَكَ،
وَأَيضًا: إِنَّها تَحمِلُكَ عَلى ٱلأَيدي، لِئَلاَّ تَصدِمَ بِحَجَرٍ رِجلَكَ».
فَأَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُ: «قَد قيل: لا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ».
فَلَمّا أَتَمَّ إِبليسُ كُلَّ تَجرِبَةٍ ٱبتَعَدَ عَنهُ إِلى حين.
وَرَجَعَ يَسوعُ بِقُدرَةِ ٱلرّوحِ إِلى ٱلجَليلِ، وَذاعَ صيتُهُ في تِلكَ ٱلنّاحِيَةِ كُلِّها،
وَكانَ يُعَلِّمُ في مَجامِعِهِم وَٱلجَميعُ يُمَجِّدونَهُ.
تعليق على الأنجيل:
إسحَق السريانيّ (القرن السابع)، راهب في نينوى بالقرب من الموصل
الخطب النسكيّة، المجموعة الأولى، الرقم 85
”ثمَّ تَركَه إبليس”
كما أنّ الشوق إلى النور يتبع عيون القدّيسين، كذلك فإنّ التوق إلى الصلاة يتبع الصوم الذي يُمارَسُ بصدق. عندما يبدأ الإنسان بالصوم، فهو يتوق إلى الإتّحاد بالله من خلال أفكار روحه. في الواقع، إنّ الجسد الذي يصوم لا يتحمّل أن ينام طوال الليل على الفراش. عندما يغلق الصوم فم الإنسان، فإنّ هذا الإنسان يبدأ بالتأمّل، ويبدأ قلبه بالصلاة وتتركه الأفكار السيّئة. الصوم عدو المكائد والكلام الباطل. لم نجد يومًا إنسانًا يصوم بصدق ويكون في الوقت عينه مستعبدًا للأفكار الرديئة. الصوم الصادق هو منزل كبير يأوي كل خيرٍ.
فالصوم هو الأمر الذي أعطي منذ البدء لطبيعتنا البشريّة لمنعها من أكل ثمر الشجرة (راجع تك2: 17)، ومن هنا يصدر كلّ ما يخدعنا… ومن هنا أيضًا بدأ المخلّص، حين ظهر للعالم في نهر الأردن. فبعد عماده، قاده الروح إلى البريّة حيث صام أربعين يومًا وأربعين ليلة.
إنّ كلّ الذين يريدون اقتفاء أثره يفعلون ما قام به: فعلى هذا الأساس يبنون بداية معركتهم مع إبليس، لأنّ هذا السلاح هو من صنع الله… واليوم، حين يرى إبليس هذا السلاح في يد الإنسان، فإنّ هذا العدو الطاغية يبدأ بالخوف. فهو يبدأ بالتفكير بالهزيمة التي ألحقها به المخلّص في البريّة ويتذكّرها، فتتلاشى قوتّه. ثمّ يبدأ بالتقهقر حين يرى السلاح الذي وضعه بين أيدينا مَن يقودنا إلى المعركة. فأيّ سلاح أقوى من هذا السلاح ويستطيع إعادة إحياء القلب في معركته ضدّ أرواح الشرّ؟