الأنجيل اليومى بحسب طقس كنيسة الروم الملكيين 26 أيلول/سبتمبر 2018
تذكار انتقال القدّيس المجيد الرسول اللاهوتيّ يوحنّا الإنجيلي الجدير بكلّ مديح
إنجيل القدّيس يوحنّا .25-24:21.27-25:19
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، وَكانَت واقِفَةً عِندَ صَليبِ يَسوعَ أُمُّهُ، وَأُختُ أُمِّهِ مَريَمُ ٱلَّتي لِكَلاوُبا، وَمريَمُ ٱلمِجدَلِيَّة.
فَلَمّا رَأى يَسوعُ أُمَّهُ وَٱلتِّلميذَ ٱلَّذي كانَ يُحِبُّهُ واقِفًا، قالَ لِأُمِّهِ: «يا ٱمرَأَةُ، هُوَذا ٱبنُكِ».
ثُمَّ قالَ لِلتِّلميذ: «هَذِهِ أُمُّكَ». وَمِن تِلكَ ٱلسّاعَةِ، أَخَذَها ٱلتِّلميذُ إِلى بَيتِهِ ٱلخاصّ.
هَذا هُوَ ٱلتِّلميذُ ٱلشّاهِدُ بِهَذِهِ ٱلأُمورِ وَٱلكاتِبُ لَها، وَقَد عَلِمنا أَنَّ شَهادَتَهُ حَقّ.
وَأَشياءُ أُخَرُ كَثيرَةٌ صَنَعَها يَسوعُ، لَو أَنَّها كُتِبَت واحِدًا فَواحِدًا، لَما ظَنَنتُ أَنَّ ٱلعالَمَ نَفسَهُ يَسَعُ ٱلصُّحُفَ ٱلمَكتوبَة. آمين
تعليق
القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ – نحو 560)، مؤلِّف أناشيد
النّشيد 25، مريم عند أقدام الصّليب
«هُناكَ عِندَ صَليبِ يسوع، وقَفَتْ أُمُّه، وأُختُ أُمِّه مَريَمُ، امرأَةُ كَلُوبا، ومَريَمُ المِجدَلِيَّة»
كنعجة تتأمّل حمَلها الذي “سيقَ إِلى الذَّبْحِ” (إش 53: 7) وهو منهكٌ من الألم، هكذا كانت مريم تسير مع النساء الأخريات وهي تصرخ: “الى أين أنت ذاهب، يا ولدي؟ لماذا تُنهي هكذا عَدْوَكَ السريع؟” (راجع مز 19[18]: 6). هل من أعراس أخرى في قانا، هل تذهب الآن مسرعًا إلى هناك لتحوِّل الماء الى خمر؟ هل باستطاعتي أن أواكبُك، يا ولدي، أم من الأفضل أن أنتظرُك؟ قُل لي كلمة، ولا تمُرّ أمامي بصمت، أيّها الكلمة … أنتَ الذي هو ابني وإلهي…
إنّك تسير نحو موت ظالم ولا أحد يشاركك ألمَك. بطرس لا يرافِقُك هو مَنْ كان يقول: “لَستُ بِناكِرِكَ وإِن وَجَبَ عليَّ أَن أَموتَ معَكَ” (مت 26: 35). لقد تخلّى عنك توما هو مَن كان يهتف: “فَلْنَمْضِ نَحنُ أَيضًا لِنَموتَ معَه!”(يو11، 16). وأيضًا الآخرون، الأصدقاء الحميمون، الذين سَيُدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر (راجع مت 19: 28)، أين هم الآن؟ لم يبقَ أحد منهم، أمّا أنتَ، يا ولدي، أنتَ تموت وحدَك من أجل الجميع. هذا هو أجرُك، يا ابني وإلهي، لأنّك خلّصت جميع بني البشر وخدمتهم.
التَفَتَ الرّب نحو مريم وهو الذي خَرَجَ منها وهتَف: “لماذا تبكين، يا أمي؟… أنا، لا أتألّم؟ لا أموت؟ كيف أخلّص العالم إذًا؟ لا أسكُن القبر؟ فكيفَ أعيد الى الحياة الذين يقطنون مثوى الأموات؟ لماذا تبكين؟ مِنَ الأوْلَّى أن تهتفي: إنَّ ابني وإلهي يتألّم طوعًا. أيتها العذراء الحكيمة، لا تكوني مثل العذارى الجاهلات (راجع مت 25: 1-13)؛ أنتِ في قاعة العرس، فلا تتصرّفي وكأنَّك وافقة في الخارج… كُفيّ عن البكاء، لا بل قولي: “أشفِقْ على آدم، وكن رؤوفًا مع حواء يا ابني وإلهي”.
اطمئنّي، أمَّاه، أنتِ الأولى التي سترانني خارجًا من القبر. سآتي كي أريكِ من أيّة مصائب قد أنقذتُ آدم وكم من العَرَق قد سكبت من أجلِه. لأحبائي، سأكشف آثار الآلام وأظهرها لهم في يديّ. حينئذٍ سترين حواء بملء حياتها كما كانت سابقًا، وستهتفين بفرح: “لقد أنقَذ أهلي، ابني وإلهي!”.