الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 19 نوفمبر/تشرين الثانى 2018
الاثنين السابع والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل العاشر بعد الصليب)
تذكار القدّيس النبي عوبديا
القدّيس الشهيد برلعام
إنجيل القدّيس لوقا 25-20:17
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، سَأَلَ ٱلفَرّيسِيّونَ يَسوع: «مَتى يَأتي مَلَكوتُ ٱلله؟» فَأَجابَهُم وَقال: «إِنَّ مَلَكوتَ ٱللهِ لا يَأتي بِمَظهَرٍ خارِجِيٍّ،
وَلا يُقال: ها هُوَ ذا هُنا، أَو ها هُوَ ذا هُناكَ! فَها إِنَّ مَلَكوتَ ٱللهِ في داخِلِكُم».
وَقالَ لِلتَّلاميذ: «سَتَأتي أَيّامٌ تَشتَهونَ فيها أَن تَرَوا يَومًا مِن أَيّامِ ٱبنِ ٱلإِنسانِ، فَلا تَرَون.
وَسَيُقالُ لَكُم: ها هُوَ ذا هُنا! ها هُوَ ذا هُناك! فَلا تَذهَبوا وَلا تَسعَوا.
لِأَنَّهُ مِثلَما أَنَّ ٱلبَرقَ ٱلبارِقَ يَلمَعُ مِن طَرَفٍ إِلى طَرَفٍ مِنَ ٱلسَّماءِ، كَذَلِكَ يَكونُ ٱبنُ ٱلإِنسانِ أَيضًا في يَومِهِ.
وَلَكِن يَنبَغي لَهُ أَوَّلاً أَن يَتَأَلَّمَ كَثيرًا وَأَن يَرذُلَهُ هَذا ٱلجيل».
شرح لإنجيل اليوم :
المجمع الفاتيكانيّ الثاني
“فرح ورجاء (Gaudium et spes) “، دستور رعائي في “الكنيسة في عالم اليوم”، العدد 38
«فها إِنَّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم»
إنّ كلمة الله الذي به كُوّنَ كلُّ شيء صار جسدًا وسكن أرض البشر. إنّه إنسانٌ كامل دخل تاريخ العالم، فأخذ كلّ شيء على عاتقه جامعًا إيّاه في شخصه. وكشف لنا أنّ “الله محبّة” (1يو 4: 8)؛ وعلّمنا بالوقت نفسه، أنّ الشريعة الأساسيّة للكمال الإنساني ولتبديل وجه العالم هي وصيّةُ الحبّ الجديدة… وإنّه إذ قبِل أن يموت لأجلنا جميعًا نحن الخطأة، علّمنا بمثله على أن نحمِلَ ذلك الصليب الذي يحسّ بثقله على أكتافهم، من جرّاء الجسد والعالم، أولئك الذين يسعون وراء العدل والسلام.
إنّ الرّب يسوع المسيح الذي جُعل ربًّا بقيامته وأعطي له كلّ سلطانٍ في السماء وعلى الأرض، (أع 2: 36+ مت 28: 18) يعمل عندئذٍ بقوّة روحه في قلوب البشر. فهو لا يخلق فيها الشوق إلى العالم الآتي فقط، بل ينفح ويُطهّر ويقوّي ذلك التوقان السخي، الذي يدفع العيلة البشريّة إلى تحسين أوضاع حياتها، لكي تُخضعَ الأرض كلّها لهذه الغاية. ممّا لا شكّ فيه أنّ مواهب الرُّوح متعدّدة: فبينما يدعو البعض ليشهدوا شهادةً علنيّة تعبّر عن شوقهم إلى المسكن السماوي وليحفظوا هذه الشهادة حيّةً ضمن العيلة البشريّة، يدعو الآخرين ليكرّسوا ذاتهم لخدمة الناس على هذه الأرض، مهيّئًا من خلال هذه الخدمة أعضاءً لملكوت السماوات، ولكنّه يجعل الجميع أحرارًا، حتّى إذا ما نبذوا حبّ الذات، وجمعوا كلّ القوى الأرضيّة في سبيل الحياة البشريّة، يندفعون نحو المستقبل، نحو ذلك الزمن الذي تصبح فيه البشريّة تقدمةً لله مقبولةً. (رو 15: 16)
********
أثْمِر يا رب فينا، الإفخارستيّا الّتي جمعتنا: فإنّك تكوّن بها، منذ الآن، وعبر حياة هذا العالم، الحبّ الّذي سوف نحبّك به حبًّا أبديًّا (كتاب القدّاس بحسب طقس الكنيسة اللاتينيّة الرومانيّة – صلاة ما بعد التّناول للأحد الأول من زمن المجيء)