الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 29 تشرين الأول/أكتوبر 2018
الاثنين الرابع والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل السابع بعد الصليب)
تذكار القدّيسة البارّة في الشهيدات أنستاسيا الرومانيّة
أبينا البارّ أبراميوس
إنجيل القدّيس لوقا 33-29:11
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا ٱزدَحَمَتِ ٱلجُموعُ، طَفِقَ يَسوعُ يَقول: «إِنَّ هَذا ٱلجيلَ شِرّيرٌ يَطلُبُ آيَة. فَلا يُعطى آيَةً إِلاّ آيَةَ يونانَ ٱلنَّبِيّ.
فَكَما كانَ يونانُ آيَةً لِأَهلِ نينَوى، كَذَلِكَ يَكونُ ٱبنُ ٱلإِنسانِ أَيضًا لِهَذا ٱلجيل.
مَلِكَةُ ٱلجَنوبِ سَتَقومُ في ٱلدّينِ مَعَ رِجالِ هَذا ٱلجيلِ وَتَحكُمُ عَلَيهِم، لِأَنَّها أَتَت مِن أَقاصي ٱلأَرضِ لِتَسمَعَ حِكمَةَ سُلَيمان. وَهَهُنا أَعظَمُ مِن سُلَيمان!
رِجالُ نينَوى سَيَقومونَ في ٱلدّينِ مَعَ هَذا ٱلجيلِ وَيَحكُمونَ عَلَيهِ، لِأَنَّهُم تابوا بِكَرزِ يونان. وَهَهُنا أَعظَمُ مِن يونان!
لَيسَ أَحَدٌ يوقِدُ سِراجًا وَيَضَعُهُ في خُفيَةٍ وَلا تَحتَ ٱلمِكيالِ، لَكِن عَلى ٱلمَنارَةِ لِيَنظُرَ ٱلدّاخِلونَ نورَهُ».
شرح لإنجيل اليوم:
القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 – نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد
ضدّ الهرطقات 3
آية يونان
لقد أظهر الله الصبر أمام ضعف الإنسان، لأنّه رأى مُسبقًا النصر الذي كان سيعطيه إيّاه يومًا من خلال كلمته؛ لأنّه حين بلغَت “القُدرَة الكَمالَ في الضعف” (2كور 12: 9)، أظهر الكلمة طيبة الله وقدرته العظيمة.
والحقيقة أنّ ما حصل للإنسان يشابه ما جرى للنبيّ يونان. فقد سمح الله أن يبتلعَه الحوت، لا لكي يختفي ويفنى كليًّا، بل لكي بعد أن يبصقَه الحوت، يصبح أكثر استسلامًا لله ويمجّده أكثر على منحه هذا الخلاص غير المرتقب. وكان ذلك أيضًا ليحثَّ أهل نينوى على التوبة الصادقة وليُهديهم إلى ذاك الذي سيخلّصهم من الموت، لأنّهم دُهشوا بالآية التي اكتملَت في يونان… وبالطريقة نفسها، سمح الله منذ البدء، أن يبتلعَ الوحشُ الكبير والمتمرِّد، الإنسانَ، لا ليَختفي ويَفنى كليًّا، بل لأنّ الله كان يعدّ مسبقًا الخلاص الذي كان سيُنجزه كلمتُه من خلال “آية يونان”. أُعِدَّ هذا الخلاص للذين كانوا سيكنّون لله المشاعر نفسها كيونان، وللذين كانوا سيُعبّرون عنها بالكلام نفسه: “أَنا عِبرانِيّ، وَإِنّي أَتَّقي ٱلرَّبَّ إِلَهَ ٱلسَّماوات، ٱلَّذي صَنَعَ ٱلبَحرَ وَٱليَبَس” (يون 1: 9).
لقد أرادَ الله من الإنسان، الذي تلقّى منه خلاصًا غير مرجو، أن يقوم من بين الأموات وأن يمجِّد الله قائلاً مع يونان: “ى الرَّبَ صَرَختُ في ضيقي فأَستجابَ لي مِن جَوفِ الجَحيمِ استَغَثتُ فسَمِعتَ صَوتي” (يون 2: 3). أرادَ الله أن يبقى الإنسان دائمًا مُلتزمًا بتسبيحه وبتمجيده بلا انقطاع على هذا الخلاص الذي تلقّاه منه.