الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 27 ديسمبر/كانون الأول 2018
تذكار القدّيس استفانس أوّل الشهداء ورئيس الشمامسة
تذكار أبينا البار ثيوذورس المعترف الموسوم أخي ثيوفانيس المنشئ
إنجيل القدّيس متّى 42-33:21
قالَ ٱلرَّبُّ هَذا ٱلمَثَل: «إِنسانٌ سَيِّدُ بَيتٍ غَرَسَ كَرمًا، وَحَوَّطَهُ بِسِياجٍ، وَحفَرَ فيهِ مَعصَرَةً، وَبَنى بُرجًا، وَسَلَّمَهُ إِلى كَرّامينَ وَسافَر.
فَلَمّا قَرُبَ أَوانُ ٱلثِّمارِ، أَرسَلَ عَبيدَهُ إِلى ٱلكرّامينَ لِيَأخُذوا ثِمارَهُ.
فَأَخَذَ ٱلكَرّامونَ عَبيدَهُ، فَجَلَدوا بَعضًا وَقَتَلوا بَعضًا وَرَجَموا بَعضًا.
فَأَرسَلَ مِن جَديدٍ عَبيدًا آخَرينَ أَكثرَ مِنَ ٱلأَوَّلينَ، فَفَعَلوا بِهِم كَذَلِك.
وَفي ٱلآخِرِ أَرسَلَ إِلَيهِمِ ٱبنَهُ، قائِلاً: إِنَّهُم سَيَهابونَ ٱبني!
فَلَمّا رَأى ٱلكَرّامونَ ٱلِٱبنَ، قالوا في أَنفُسِهِم: هَذا هُوَ ٱلوارِث. تَعالوا نَقتُلُهُ وَنَستَولي عَلى ميراثِهِ!
فَأَخَذوهُ وَأَخرَجوهُ خارِجَ ٱلكَرمِ وَقَتَلوه.
فَإِذا جاءَ رَبُّ ٱلكَرمِ، فَماذا يَفعَلُ بِأولَئِكَ ٱلكَرّامين؟»
قالوا لَهُ: «إِنَّهُ يُميتُ أولَئِكَ ٱلأَردِياءَ أَردَأَ ميتَةً، وَيَدفَعُ ٱلكَرمَ إِلى كَرّامينَ آخَرينَ يُؤَدّونَ إِلَيهِ ٱلثَّمَرَ في أَوانِهِ».
فَقالَ لَهُم يَسوع: «أَما قَرَأتُم قَطُّ في ٱلكُتُب: إِنَّ ٱلحَجَرَ ٱلَّذي رَذَلَهُ ٱلبَنّاؤونَ هُوَ صارَ رَأسًا لِلزّاوِيَة. مِن عِندِ ٱلرَّبِّ كانَ ذَلِكَ، وَهُوَ عَجيبٌ في أَعيُنِنا!».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس قيصاريوس (٤٧٠ – ٥٤٣)، راهب وأسقف آرل
عظات للشعب، العظة رقم 37
“القدّيس إسطفانس، الأوّل في اتّباع خطوات المسيح”
“فلِهذا دُعيتُم، فقَد تأَلَّمَ المسيحُ أَيضًا مِن أَجلِكم وترَكَ لَكم مِثالاً لِتقتَفوا آثارَه” (1بط2: 21). أي مثل للمسيح علينا اتّباعه؟ هل علينا مثلاً أن نقوم من بين الأموات؟ أم أن نمشي على البحر؟ أبدًا، إنّ الأمر ليس كذلك، إنّما علينا أن نكون ودعاء ومتواضعي القلب (متى11: 29)، وأن نُحبَّ -لا مَن يُحِبُّنا فقط- بل أعداءنا كذلك (متى5: 44).
قال لنا القدّيس بطرس في رسالته الأولى: “لِتقتَفوا آثارَه”، وكتب القدّيس يوحنّا في رسالته الأولى أيضًا: “مَن قالَ إنَّه مُقيمٌ فيه وَجَبَ علَيه أَن يَسِيرَ هو أَيضًا كما سارَ يَسوع” (1يو2: 6). فكيف سار المسيح؟ لقد صلّى للذين صلبوه من على الصليب قائلاً: “يا أَبَتِ اغفِرْ لَهم، لأَنَّهُم لا يَعلَمونَ ما يَفعَلون” (لو23: 34). لأنّ هؤلاء بالحقيقة قد فقدوا الوعي وامتلكهم روح الشرّ، وهم عانوا من ملاحقة الشيطان لهم. لذا، يجب علينا أن نصلّي من أجل خلاصهم، لا أن ندينهم.
هذا ما فعله القدّيس إسطفانس، فكان أوّل من اتّبع خطوات الربّ يسوع المسيح. ففيما كان يتلقّى الرجم بالحجارة، صلّى لنفسه واقفًا؛ لكن من أجل راجميه، جثا على ركبتيه وصرخ بكلّ قوته: “يا ربّ، لا تَحسُبْ علَيهم هذهِ الخَطيئَة” (رسل7: 60). فإذا كنّا نفكّر في أنّنا لا نستطيع أن نعمل مثل أعمال ربّنا، فعلى الأقل تعالوا نعمل ما عمله مَن كان خادمه (أي القدّيس إسطفانس)، كما نحن خُدّامه.