الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 28 نوفمبر/تشرين الثانى 2018
الأربعاء الثامن والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل الحادي عشر بعد الصليب)
تذكار القدّيس الشهيد إيرنرخوس
إنجيل القدّيس لوقا 8-1:20
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما يَسوعُ يُعَلِّمُ ٱلشَّعبَ في ٱلهَيكَلِ وَيُبَشِّرُهُم، أَقبَلَ عَلَيهِ رُؤَساءُ ٱلكَهَنَةِ وَٱلكَتَبَةُ مَعَ ٱلشُّيوخِ،
وَخاطَبوهُ قائِلين: «قُل لَنا: بأَيِّ سُّلطانٍ تَفعَلُ هَذا؟ وَمَنِ ٱلَّذي أَعطاكَ هَذا ٱلسُّلطان؟»
فَأَجابَ وَقالَ لَهُم: «وَأَنا أَيضًا أَسأَلُكُم عَن كَلِمَةٍ واحِدَةٍ، فَقولوا لي:
مَعمودِيَّةُ يوحَنّا مِن ٱلسَّماءِ كانَت أَم مِنَ ٱلنّاس؟»
فَفَكَّروا في أَنفُسِهِم قائِلين: «إِن قُلنا: مِن ٱلسَّماءِ، يَقول: فَلِماذا لَم تُؤمِنوا بِهِ؟
وَإِن قُلنا: مِن ٱلنّاسِ، يَرجُمُنا ٱلشَّعبُ كُلُّهُ، لِأَنَّهُم موقِنونَ أَنَّ يوحَنّا نَبِيّ».
فَأَجابوا أَنَّهُم لا يَعلَمونَ مِن أَينَ هِيَ.
فَقالَ لَهُم يَسوع: «وَلا أَنا أَقولُ لَكُم بأَيِّ سُلطانٍ أَفعَلُ هَذا».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس بيدُس المُكرَّم (نحو 673 – 735)، راهب وملفان الكنيسة
العظة رقم 1
«لأَنَّهم كُلَّهم يَعُدُّونَ يوحَنَّا نَبِيّاً»
إذا بحثنا عن السبب الذي جعل يوحنّا يعمّد، هو الذي لم يكن باستطاعته أن يغفر الخطايا، يمكن أن نرى ذلك بوضوح: لكي يكون أمينًا لخدمته كسابق، كان يجب أن يعمّد قبل الرّب يسوع المسيح كونه وُلِد قبله، وبشّر قبله وسيموت قبله. في الوقت نفسه، كان ذلك لتفادي التأثير السلبي لجدال الفريسيّين والكتبة حول رسالة الرّب يسوع المسيح، في حال لو هو كان الأول في مَنحِ العماد للبشر.
” مِن أَينَ جاءت مَعمودِيَّةُ يوحَنَّا: أَمِنَ السَّماء أَم مِنَ النَّاس؟” بما أنّهم لن يجرؤوا على نكران أنّها من السماء، سيضطرّون إلى الاعتراف بأنّ أعمال ذاك الذي كان يوحنّا يبشّر به هي أيضًا نتيجة سلطة من السماء. مع ذلك، إن كانت معموديّة يوحنّا لا تغفر الخطايا، فهي لم تكن بدون ثمار لأولئك الذين كانوا ينالونها… فهي كانت علامة إيمان وتوبة، أي أنّها كانت تذكّر بأنّه يفترض على الجميع الامتناع عن ارتكاب الخطايا، وممارسة الصدقة، والإيمان بالرّب يسوع المسيح، والإقبال نحو معموديّته فور ظهوره، للاغتسال من أجل غفران خطاياهم.
كما أنّ البريّة حيث سكنَ يوحنّا ترمز إلى حياة القدّيسين المُنقطعين عن ملذّات العالم. أكانوا يعيشون في العزلة أو وسط العالم، فهم يتوقون بكلّ نفسهم إلى الابتعاد عن نزوات العالم الحاضر؛ كما أنّهم يجدون السعادة في عدم التعلّق سوى بالله، في أعماق قلوبهم، وفي عدم وضع رجائهم إلاّ فيه. كان النبيّ يرغب في الوصول إلى هذه العزلة للنفس، الغالية عند الله، بمساعدة الرُّوح القدس، حين قال: “مَن لي بِجَناح كالحَمامة فأَطيرَ وأَحُطَّ؟”