الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 30 يناير/كانون الثانى 2019
تذكار آبائنا في القدّيسين معلّمي المسكونة باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتيّ ويوحنّا الذهبيّ الفم
تذكار القدّيس الشهيد في الكهنة إيبوليتس كاهن كنيسة روما
إنجيل القدّيس متّى 19-14:5
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ: «أَنتُم نورُ ٱلعالَم. لا يُمكِنُ أَن تَخفى مَدينَةٌ قائِمَةٌ عَلى جَبَلٍ،
وَلا يوقَدُ سِراجٌ وَيوضَعُ تَحتَ ٱلمِكيالِ، بَل عَلى ٱلمَنارَةِ فَيُضيءُ لِكُلِّ مَن في ٱلبَيت.
هَكذا فَليُضئ نورُكُم قُدّامَ ٱلنّاسِ، لِيَرَوا أَعمالَكُمُ ٱلصّالِحَةَ وَيُمَجِّدوا أَباكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّماوات.
لا تَظُنّوا أَنّي أَتَيتُ لِأَنقُضَ ٱلنّاموسَ وَٱلأَنبِياء. إِنّي لَم آتِ لِأَنقُضَ، بَل لِأُتَمِّم.
أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ إِلى أَن تَزولَ ٱلسَّماءُ وَٱلأَرضُ، لا تَزولُ ياءٌ واحِدَةٌ أَو نُقطَةٌ واحِدَةٌ مِنَ ٱلنّاموسِ، حَتّى يَتِمَّ ٱلكُلّ.
فَكُلُّ مَن يَحُلُّ واحِدَةً مِن تِلكَ ٱلوَصايا ٱلصُّغرى وَيُعَلِّمُ ٱلنّاسَ هَكذا، فَإِنَّهُ يُدعى ٱلأَصغَرَ في مَلَكوتِ ٱلسَّماوات. وَأَمّا مَن يَعمَلُ بِها وَيُعَلِّمُ، فَهَذا يُدعى عَظيمًا في مَلَكوتِ ٱلسَّماوات».
شرح لإنجيل اليوم :
المجمع الفاتيكانيّ الثاني
إلى الأمم(Ad Gentes): قرار في نشاط الكنيسة الإرسالي، العدد 21
«هكذا فَلْيُضِئْ نُورُكُم لِلنَّاس» (مت 5: 16)
إنّ الإنجيل لا يمكنه أن يغوص في عمق النفوس، ولا أن يمتزج بحياة شعبٍ من الشعوب ولا بعمله إذا لم يكن للعلمانيّين حضورٌ فعّال… فالواجِبُ الرئيسي للعلمانيين، رجالاً ونساءً، هو شهادة للرّب يسوع المسيح التي يجب أن يُؤَدّوها بسيرتهم وكلامهم في عيلتهم، وفي بيئتهم الاجتماعيّة والمهنيّة. فيجب أن يَظهَر فيهم “الإِنسانَ الجَديدَ الَّذي خُلِقَ على صُورةِ اللهِ في البِرِّ وقَداسةِ الحَقّ” (أف 4: 24). ويجب أن يعبّروا عن جدّة الحياة هذه في بيئة وطنهم الاجتماعيّة والثقافيّة، على طريقة تقاليدهم القوميّة. ويجب أن يتعرّفوا إلى هذه الثقافة، ويُنقّوها ويُحافظوا عليها، ويُطوّروها وفقًا للأوضاع الحديثة، كما يجب أخيرًا أن يُبلّغوها إلى كمالها في الرّب يسوع المسيح، حتّى لا يظلَّ إيمان المسيح وحياةُ الكنيسة غريبَيْن في المجتمع الذي يعيشون فيه، بل يكونان آخذين في غَزوِه وفي تبديلِ حاله. ويجب عليهم أن ينضمّوا إلى مواطنيهم بصفاءِ محبّةٍ، حتّى يظهر في علاقاتهم رباطٌ جديد، رباطُ الوحدةِ والتضامن الشامل، الذي ينبعُ من سرّ المسيح… وهذا الواجب يشتدّ إلزامُه بسبب العدد الكبير من الناس الذين لا يستطيعون سماعَ الإنجيل ومعرفةَ الرّب يسوع المسيح إلاّ عن طريق جيرانهم العلمانيّين.
وعلى خَدَمَةِ الكنيسة أن ينظروا إلى رسالة العلمانيّين الصعبة نظرةَ تقديرٍ عظيم. وعليهم أن يُنشِئوا العلمانيّين بحيث يَعُون، وهم أعضاءٌ للرب يسوع المسيح، مسؤوليّتهم عن جميع البشر، فيثقّفونهم في سرّ الرّب يسوع المسيح تثقيفًا عميقًا، ويخبرونهم على الطرائق العمليّة، ويكونون إلى جانِبهم في صعوباتهم…
ومع الحفاظ على وظائف الرعاة والعلمانيّين ومسؤوليّاتهم الخاصّة، يجب على كلّ كنيسة حديثة الإنشاء أن تؤدّي للرب يسوع المسيح شهادةً واحدة تكون حيّة وثابتة، حتّى تصبحَ علامةً واضحةً للخلاص الذي يحصل لنا في الرب يسوع المسيح.