stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 16 يناير/كانون الثانى 2019

686views

تكريم سلسلة القدّيس بطرس الرسول الجدير بكلّ مديح

 

إنجيل القدّيس يوحنّا 25-15b:21

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَظهَرَ يَسوعُ نَفسَهُ لِتَلاميذِهِ مِن بَعدِ ما قامَ مِن بَينِ ٱلأَمواتِ، وَقالَ لِسِمعانَ بُطرُس: «يا سِمعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثرَ مِن هَؤُلاء؟» قالَ لَهُ: «نَعَم يا رَبُّ، أَنتَ تَعلَمُ أَنّي أُحِبُّكَ». قالَ لَهُ: «إِرعَ خِرافي».
قالَ لَهُ ثانِيَةً: «يا سِمعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني؟» قالَ لَهُ: «نَعَم يا رَبُّ، أَنتَ تَعلَمُ أَنّي أُحِبُّكَ». قالَ لَهُ: «إِرعَ غَنَمي».
قالَ لَهُ ثالِثَةً: «يا سِمعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني؟» فَحَزِنَ بُطرُسُ لِأَنَّهُ قالَ لَهُ مَرَّةً ثالِثَةً: أَتُحِبُّني؟ فَقالَ لَهُ: «يا رَبُّ، أَنتَ تَعلَمُ كُلَّ شَيء. أَنتَ تَعرِفُ أَنّي أُحِبُّكَ». قالَ لَهُ يَسوع: «إِرعَ غَنَمي.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكَ: إِذ كُنتَ شابًّا، كُنتَ تُمَنطِقُ ذاتَكَ وَتَذهَبُ حَيثُ تَشاء. فَإِذا شِختَ، فَسَتَمُدُّ يَدَيكَ، وَآخَرُ يُمَنطِقُكَ وَيَذهَبُ بِكَ حَيثُ لا تَشاء».
وَإِنَّما قالَ هَذا، لِيَدُلَّ بِأَيَّةِ ميتَةٍ سَوفَ يُمَجِّدُ ٱلله. وَلَمّا قالَ هَذا، قالَ لَهُ: «إِتبَعني».
فَٱلتَفَتَ بُطرُسُ، فَرَأى ٱلتِّلميذَ ٱلَّذي كانَ يَسوعُ يُحِبُّهُ يَتبَعُهُ، وَهُوَ ٱلَّذي كانَ ٱتَّكَأَ في ٱلعَشاءِ عَلى صَدرِهِ، وَقال: «يا رَبُّ، مَنِ ٱلَّذي يُسلِمُكَ؟»
فَلَمّا رَآهُ بُطرُسُ، قالَ لِيَسوع: «يا رَبُّ، ما لِهَذا؟»
قالَ لَهُ يَسوع: «إِن شِئتُ أَنا أَن يَثبُتَ إِلى أَن أَجيءَ، فَماذا لَكَ؟ أَنتَ ٱتبَعني!»
فَشاعَ بَينَ ٱلإِخوَةِ هَذا ٱلقول: إِنَّ ذَلِكَ ٱلتِّلميذَ لا يَموت! وَلَم يَقُل لَهُ يَسوعُ إِنَّهُ لا يَموتُ بَل: «إِن شِئتُ أَنا أَن يَثبُتَ إِلى أَن أَجيءَ، فَماذا لَكَ؟»
هَذا هُوَ ٱلتِّلميذُ ٱلشّاهِدُ بِهَذِهِ ٱلأُمورِ وَٱلكاتِبُ لَها، وَقَد عَلِمنا أَنَّ شَهادَتَهُ حَقّ.
وَأَشياءُ أُخَرُ كَثيرَةٌ صَنَعَها يَسوعُ، لَو أَنَّها كُتِبَت واحِدًا فَواحِدًا، لَما ظَنَنتُ أَنَّ ٱلعالَمَ نَفسَهُ يَسَعُ ٱلصُّحُفَ ٱلمَكتوبَة. آمين

شرح لإنجيل اليوم :

القديس يوحنّا الثالث والعشرون (1881 – 1963)، بابا روما
يوميّات نفس، 1961

«يا سِمْعانُ ابنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟… أَتُحِبُّني؟… أَتُحِبُّني؟…»

يعرِفُ خليفةُ بطرس أنّ نعمة المحبّة وشريعتها هما اللتان تسندان، تحييان وتجمّلان كلّ شيء في شخصه ونشاطه؛ أمام العالم أجمع، تجد الكنيسة المقدّسة سندها، في تبادل المحبّة بين الرّب يسوع وبين سمعان بطرس، ابن يونا، كدعامة غير مرئيّة ومرئيّة: الرّب يسوع غير مرئي لعيون الجسد، والبابا، نائب المسيح، مرئي لعيون العالم أجمع. عند قياس سرّ المحبّة هذا بين الرّب يسوع ونائبه، أي شرف وأي لطافة لي، ولكن في الوقت نفسه أي دافع للارتباك بسبب الصِّغَر، والفراغ الذي أنا عليه.

على حياتي أن تكون مليئة بمحبّة يسوع وفي الوقت نفسه دفقًا دائمًا للمحبّة والتضحية لكلّ نفس وللعالم كلّه. في هذه المرحلة… يكون الانتقال مباشرًا إلى شريعة التضحية. فالرّب يسوع بنفسه يعلنها لبطرس: “الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكَ: لَمَّا كُنتَ شاباً، كُنتَ تَتَزَنَّرُ بِيَديكَ، وتَسيرُ إِلى حَيثُ تشاء، فإِذا شِخْتَ بَسَطتَ يَدَيكَ، وشَدَّ غَيرُكَ لكَ الزُّنَّار، ومَضى بِكَ إِلى حَيثُ لا تَشاء”.

بنعمة الربّ، لم أدخل بعد في هذه “الشيخوخة”، لكن بسنواتي الثمانين التي أتممتها، أرى نفسي على العتبة. عليّ أن أكون حاضرًا إذًا لهذه المرحلة الأخيرة من حياتي حيث تنتظرني القيود والتضحيات، حتّى التضحية بالحياة الجسديّة وانفتاح الحياة الأبديّة. يا ربّي يسوع، ها أنا حاضر لأبسط يديّ، يديّ المرتجفتين والضعيفتين، لأسمح أن يساعدني شخص آخر على ارتداء ملابسي، ويسندني في طريقي. ربّي، لقد أضفت قائلاً لبطرس: “وشَدَّ غَيرُكَ لكَ الزُّنَّار ومَضى بِكَ إِلى حَيثُ لا تَشاء”. آه! بعد نِعَمٍ كثيرة استفدت منها مدّة حياتي الطويلة، لم يعد هناك شيء لا أريده. أنت فتحت لي الطريق، يا ربّي يسوع؛ “يا مُعَلِّم، أَتبَعُكَ حَيثُ تَمضي” (مت 8: 19).