stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 4 ديسمبر/كانون الأول 2018

801views

تذكار القدّيسة العظيمة في الشهيدات بربارة
تذكار أبينا البار يوحنّا الدمشقي

 

إنجيل القدّيس مرقس 34-24:5

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، كانَ جَمعٌ كَثيرٌ يَتبَعُ يَسوعَ وَيَزحَمُهُ.
وَإِنَّ ٱمرَأَةً بِها نَزفُ دَمٍ مُنذُ ٱثنَتَي عَشَرَةَ سَنَةً،
وَقَد كابَدَت كَثيرًا مِن أَطِبّاءَ كَثيرينَ، وَأَنفَقَت كُلَّ ما لَها وَلَم تَستَفِد شَيئًا، بَل بِٱلحَرِيِّ صارَت إِلى حالَةٍ أَسوَأ.
فَلَمّا سَمِعَت بِخَبَرِ يَسوعَ، جاءَت بَينَ ٱلجَمعِ مِن خَلفِهِ وَمسَّت ثَوبَهُ،
لِأَنَّها قالَت: إِنّي إِن مَسَستُ ثِيابَهُ بَرِئتُ!»
وَلِلوَقتِ جَفَّ مَسيلُ دَمِها، وَشَعَرَت بِجِسمِها أَنَّها بَرِئَت مِن دائِها.
وَفي ٱلحالِ شَعَرَ يَسوعُ في ذاتِهِ بِٱلقُوَّةِ ٱلَّتي خَرَجَت مِنهُ، فَٱلتَفَتَ إِلى ٱلجَمعِ وَقال: «مَن مَسَّ ثِيابي؟»
فَقالَ لَهُ تَلاميذُهُ: «تَرى ٱلجَمعَ يَزحَمُكَ، وَتَقولُ مَن مَسَّني؟»
فَجَعَلَ يَنظُرُ حَولَهُ لِيَرى ٱلَّتي فَعَلَت ذَلِك.
فَخافَتِ ٱلمَرأَةُ وَٱرتَعَدَت، لِعِلمِها بِما جَرى لَها. فَجاءَت وَخَرَّت لَهُ وَقالَت لَهُ ٱلحَقَّ كُلَّهُ.
فَقالَ لَها: «يا ٱبنَةُ، إيمانُكِ خَلَّصَكِ، فَٱمضي بِسَلامٍ وَكوني مُعافاةً مِن دائِكِ!».

شرح لإنجيل اليوم :

القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ – نحو 560)، مؤلِّف أناشيد
النّشيد 23، عن المنزوفة

«يَكفي أَن أَلمِسَ رِداءَهُ فَأَبرَأ»

مِثل الامرأة الّتي كانت تعاني من النزيف، أسجد أمامك، يا ربّ، حتى تنقذَني من المعاناة وتمنحَني غفران ذنوبي، لكي أَصرخ إليك بقلبٍ نادم: “أيّها المخلّص، خلّصني”…

ذهبَت إليكَ وهي تختبئ، أيّها المخلِّص، لأنّها ظنّت أنّك مجرّد إنسان، لكنّ شفاءها علّمَها أنّك إلهٌ وإنسان. في الخفاء، لمسَت هدب ثوبك، بخوف في نفسها…، قائلة لذاتها: “كيف أُظهِر نفسي لذلك الذي يشاهد كلّ شيء، أنا التي تحمِل عار ذنوبها؟ إذا رأى كلّيّ النقاء تدفّق الدم، فسوف يبتعد عنّي كنجسة، وسيكون ذلك أكثر فظاعة بالنسبة لي من جرحي، أي إذا ابتعد عنّي على الرغم من صرختي: أيّها المخلّص، خلّصني.

“عند رؤيتي، يضايقني الجميع: ’إلى أين أنت ذاهبة؟ كوني واعية لعاركِ، يا امرأة ، إعرفي مَن تَكونين، وممّن أرَدتِ أن تقتربي الآن! أنتِ، النجسة، تقتربين من كلّيّ النقاء! إذهبي لتتطهّري، وعندما تزيلين العَيب الّذي تحملين، عندها تذهبين إليه وأنتِ تصرخين: أيّها المخلّص، خلّصني.

“هل تحاولون أن تسبّبوا لي عذابًا أكثر من ألمي؟ أعلم أنّه طاهر هو، ولهذا سأذهب إليه، لكي أَتحرّر من العار والخزي. لا تمنعوني إذاً… من أن أصرخ: أيّها المخلّص، خلّصني.

“النبع يسكب مياهه للجميع: بأيّ حقّ تمنعونه؟… أنتم شهود على شفاءاته… كلّ يوم يشجّعنا بالقول: “تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكمْ'(متّى11: 28). إنّه يحبّ أن يعطي هبة الصحّة للجميع. وأنتم، لماذا تسيؤون إليّ بمنعي من الصراخ له…: أيّها المخلّص، خلّصني؟”…

إنّ الذي يعرف كلّ شيء… يستدير ويقول لتلاميذه: “مَنْ لَمَسَ هدبَ ثِيَابِي؟ (مر5: 30)… لماذا تقول لي، يا بطرس، إنّ حشدًا كبيرًا يَزْحَمُني؟ إنّهم لا يلمسون ألوهيّتي، ولكنّ هذه المرأة، من خلال لمسها لثوبي الظاهر، قد أدركَت طبيعتي الإلهيّة، واكتسبَت الصحّة وهي تصرخ لي: أيّها الربّ، خلّصني…

“تشجّعي الآن، يا امرأة… كوني بصحّة جيّدة من الآن فصاعدًا… هذا ليس عمل يدي، إنّما عمل إيمانكِ. لأنّ الكثيرين لمسوا هدبَ ثيابِي، لكن دون الحصول على القوّة، لأنّهم لم يأتوا بأيّ إيمان. أنتِ لمستِني بإيمان عظيم، فنِلتِ الصحّة، ولهذا السبب أحضرتُكِ الآن أمام الجميع، لكي تقولي: أيّها المخلّص، خلّصني.”