الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 17 فبراير/شباط 2019
السبت من أسبوع الابن الضالّ
تذكار القدّيس الشهيد بمفيليوس ورفاقه
إنجيل القدّيس لوقا 4-1:21.47-45:20
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ:
«إِحذَروا مِنَ ٱلكَتَبَةِ، ٱلَّذينَ يَرومونَ أَن يَمشوا بِٱلحُلَلِ، وَيُحِبّونَ ٱلتَّحِيّاتِ في ٱلسّاحاتِ، وَصُدورَ ٱلمَجالِسِ في ٱلمَجامِعِ، وَأَوَّلَ ٱلمُتَّكَآتِ في ٱلعَشاءِ،
ٱلَّذينَ يَأكُلونَ بُيوتَ ٱلأَرامِلِ بِعِلَّةِ تَطويلِ صَلَواتِهِم. فَهَؤُلاءِ سَتَنالُهُم دَينونَةٌ أَعظَم».
وَتَطَلَّعَ فَرَأى ٱلأَغنِياءَ ٱلَّذينَ يُلقونَ تَقادِمَهُم في ٱلخِزانَة.
فَرَأى أَيضًا أَرمَلَةً فَقيرَةً تُلقي هُناكَ فَلسَين.
فَقال: «في ٱلحَقيقَةِ أَقولُ لَكُم: إِنَّ هَذِهِ ٱلأَرمَلَةَ ٱلفَقيرَةَ قَد أَلقَت أَكثَرَ مِنَ ٱلجَميع.
لِأَنَّ جَميعَ هَؤُلاءِ أَلقَوا تَقادِمَ للهِ مِمّا فَضَلَ عِندَهُم، وَأَمّا هَذِهِ فَأَلقَت مِمّا هِيَ في عَوَزٍ إِلَيهِ، أَلقَت كُلَّ ما كانَ لَها لِمَعيشَتِها. مَن لَهُ أُذُنانِ لِلسَّماعِ فَليَسمَع!».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس بولينُس النّوليّ (355 – 431)، أسقف
رسالة 34، 2-4
«وأَمَّا هي فإِنَّها مِن حاجَتِها أَلْقَت جَميعَ ما تَملِك، كُلَّ رِزقِها»
لنتذكّر تلك الأرملة الّتي، من أجل الفقراء، نسيَت نفسها لدرجة أنّها مَنَحَت كلّ ما تبقّى لها لتعيش، مفكّرةً فقط بالحياة الآتية، كما يشهد لذلك الربّ نفسه. لقد أعطى الآخرون من الفاضل عن حاجاتهم. أمّا هي، التي ربّما كانت أفقر من العديد من الفقراء، بما أنّ ثروتها كانت محصورة بدرهمين، فقد كانت أكثر ثراءً في قلبها من جميع الأغنياء.
لم تكن تنظر سوى إلى ثروات المكافأة الأبديّة؛ وإذ كانت راغبةً في كنوز السماء، فقد تخلّت عن كلّ ما كانت تمتلكه، كما عن خيرات آتية من الأرض وعائدة إلى الأرض (راجع تك 3: 19). لقد أعطت كلّ ما كان لها لكي تمتلك ما لم تكن تراه؛ لقد أعطت خيرات فانية للحصول على خيرات خالدة. لم تنسَ تلك الفقيرة الصغيرة الوسائل التي رتّبها الربّ للحصول على المكافأة المستقبليّة. لهذا السبب لم ينسَها الربّ هو أيضًا، وإنّ ديّان العالم قد أعلن حُكمَه مسبقًا: فقد أشاد بتلك التي عليه تتويجها في يوم الدِين.