الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 6 تشرين الثانى/نوفمبر 2018
الثلاثاء الخامس والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل الثامن بعد الصليب)
تذكار أبينا في القدّيسين بولس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينيّة
إنجيل القدّيس لوقا 48-42:12
قالَ ٱلرَّبّ: «مَن تُرى ٱلوَكيلُ ٱلأَمينُ ٱلحَكيمُ، ٱلَّذي يُقيمُهُ سَيِّدُهُ عَلى خَدَمِهِ لِيُعطِيَهُم مِكيالَ ٱلقَمحِ في حينِهِ؟
طوبى لِذَلِكَ ٱلعَبدِ ٱلَّذي يَأتي سَيِّدُهُ، فَيَجِدُهُ يَعمَلُ هَكذا.
في ٱلحَقيقَةِ أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقيمُهُ عَلى جَميعِ ما هُوَ لَهُ.
وَلَكِن إِن قالَ ذَلِكَ ٱلعَبدُ في قَلبِهِ: إِنَّ سَيِّدي يُبطِئُ في قُدومِهِ، فَجَعَلَ يَضرِبُ ٱلعَبيدَ وَٱلإِماءَ وَيَأكُلُ وَيَشرَبُ وَيَسكَرُ،
يَأتي سَيِّدُ ذَلِكَ ٱلعَبدِ في يَومٍ لا يَنتَظِرُهُ وَساعَةٍ لا يَعلَمُها، وَيَشُقُّهُ ٱثنَينِ، وَيَجعَلُ نَصيبَهُ مَعَ ٱلكافِرين.
فَٱلعَبدُ ٱلَّذي عَلِمَ مَشيئَةَ سَيِّدِهِ وَلَم يُعدِد، وَلَم يَفعَل بِحَسَبِ مَشيئَتِهِ، يُضرَبُ كَثيرًا.
وَٱلَّذي لَم يَعلَم وَعَمِلَ ما يَستَوجِبُ ٱلضَّربَ يُضرَبُ يَسيرًا. وَكُلُّ مَن أُعطيَ كَثيرًا يُطلَبُ مِنهُ كَثيرٌ، وَمَن أُودِعَ كَثيرًا يُطالَبُ بِأَكثَر.
شرح لإنجيل اليوم :
عظة منسوبة للقدّيس مقاريوس (؟ – 405)، راهب مصريّ
عظات روحيّة، العظة 33
«طوبى لِذلِكَ الخادِمِ الَّذي إِذا جاءَ سَيِّدُه وَجَدَه مُنصَرِفاً إِلى عَمَلِه هذا»
لكي نصلي لسنا بحاجة لا إلى حركات، ولا إلى صراخ، ولا إلى صمت ولا إلى ركوع. إنّ صلاتنا الحكيمة والحارّة في الوقت نفسه، ينبغي أن تكون انتظارًا للربّ، إلى أن يأتي الربّ ويزور نفوسنا ويدخلها من كافّة سُبُل الدخول، وكلّ الدروب، وجميع الاتّجاهات. فلنأخذ هدنة من صمتنا، ونواحنا ونحيبنا: فلا نُنشدنّ في الصلاة سوى الاتحاد بالله.
ألا نستثمر في العمل قوانا الجسديّة كلّها؟ ألا تتضافر أعضاؤنا كلها مع بعضها؟ فلتتكرّسنّ كذلك نفسُنا بكليّتها للصلة ولحبّ الربّ؛ ولا تدَعَنّ ذاتها تتلهّى وتنجرّ بأفكارها؛ ولتجعلن ذاتها في حالة ملء انتظار الرّب يسوع المسيح. حينذاك ينيرُها هو، وسيلقّنها الصلاة الحقيقيّة، وسيمنحها الانخطاف النقي والرُّوحي الذي هو بحسب الله، العبادة “بالرّوح والحق” (يو 4: 24)
من يُمارس تجارةً لا يبحث ببساطة أن يحقّق ربحًا فقط. بل يجهد بالوسائل كلّها ليكبّر تجارته وينمّيها. فيُقدِمُ على أسفار جديدةٍ ويَعدُلُ عن تلك التي تبدو له دون فائدة؛ لا يذهب إلاّ على أمل أن يحظى بالعمليّة التجاريّة. على مثاله، فلنُتقن قيادة أنفسنا نحو الطُرق الكثيرة الاختلاف والكثيرة الآفاق، وسنكسب، يا للربح السامي والحقيقي، هذا الإله الذي يُلقّننا أن نصلّي في الحقّ.
الربّ يدخل بذاته في نفسٍ حارّة، وفيها يصنع عرش مجده، حيث يجلس ويقيم فيها سكناه.