الاحتفال باليوبيل الفضي واليوبيل الذهبي لراهبات قلب يسوع المصريات
في مراسيم الاحتفال الرهباني ….
باليوبيل الفضي ،واليوبيل الذهبي
لراهبات قلب يسوع المصريات ” كونوا لي شهودا ” .
كتب : عصام عياد
” نسألك يارب ونتضرع اليك يا محب البشر … ألق نظرة من علياء سمائك على عبداتك المنحنيات لك ،باركهن وثبت سلامك ومحبتك في قلوبهن … هب لهن دعة ، تواضعا ، وامنحهن روح الصلاة الذي يغلب كل قوى الشيطان ، بارك كل أعمال أيديهن … أنعم عليهن بحياة ترضيك الى الأبد … آمين ” ، بعدها تليت صلاة الشكر … ” نشكرك أيها السيد الرب الآله ،يا محب البشر ، لأنك جعلت عبداتك هؤلاء أهلا للاقتداء بابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا في حفظ البتولية ،وتتميم قوانين ومراسيم رهبانيتهم ،والمحافظة على التزامات نذورهن الرهبانية ، ولأنك ساعدتهن بنعمتك المقدسة ، على السعي المتواصل النشيط ، في الحصول على فداسة السيرة ، كل هذه الأعوام الطويلة باجتهاد حسن ، لك المجد مع ابنك الوحيد ،وروحك القدوس الى الأبد … آمين ” . ( من كتاب صلوات ومراسم اليوبيل لراهبات قلب يسوع المصريات ) ، حيث جاءت هذه الصلوات وغيرها عقب تلاوة الرسالة ( رسالة معلمنا القديس بولس الرسول الى أهل أفسس الفصل ال 1 والأعداد من 3 الى 14 ) ،وقبل نشيد ” آجيوس ” ….على لسان نيافة الحبر الجليل الأنبا يوحنا قلتة النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك بمصر ، نائبا عن غبطة أبينا البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق بطريرك الاسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك ، خلال الاحتفالية التي نظمتها راهبات قلب يسوع المصريات – وسط مشاعر تفيض بالشكر والامتنان والعرفان بالجميل – ابتهاجا باليوبيل الذهبي الرهباني للأم ماري عايدة بطرس ،والأخت ماري أنجيل فريد ،والأخت ماري فيوليت فايز ، واليوبيل الفضي الرهباني للأخوات .. ماري اعتدال غايث ، ماري نوال عبد الشهيد ، ماري أمال مكرم ، ماري جورجينا جرجس ، مريم تدري .. حول شعار ” تعظم نفسي الرب ” المأخوذ من نشيد مريم حسب ما دونه معلمنا لوقا البشير الفصل الأول والعدد 46 .
أقيمت الذبيحة الآلهية بكنيسة قلب يسوع للأقباط الكاثوليك بجهة مصر الجديدة في يوم الاثنين الموافق 29 مايو الفائت – شكرا وحمدا – للعناية الآلهية التي رافقت وترافق هذه المسيرة اليوبيلية على مدى هذه السنين الطوال بروح العطاء وانكار الذات في سخاء وأمانة للمشورات الانجيلية … الفقر ، العفة ، الطاعة ، على خطى الأمهات المؤسسات ،… ولسان حالهن يردد كلمات صاحب المزامير داود النبي : ” ماذا أرد الى الرب عن كل ما أحسن به الي ؟ أرفع كأس الخلاص ، وأدعو باسم الرب ، أوفي نذوري للرب أمام كل شعبه ، هللويا ” .
شارك بالحضور سعادة القاصد الرسولي المطران برونو موزارو سفير الفاتيكان بمصر،وغبطة البطريرك الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب البطريرك الشرفي وكاردينال الكنيسة الجامعة – الذي فأجا الجميع بالحضور،في أبوة ومحبة غامرة – وأصحاب النيافة الأنبا كيرلس وليم مطران ايبارشية أسيوط ،والأنبا مكاريوس توفيق مطران ايبارشية الاسماعيلية ومدن القنال ، والأنبا بطرس فهيم مطران المنيا ،وأصحاب السيادة المطران جورج بكر النائب البطريركي العام للروم الكاثوليك الملكيين ،والمطران جورج شيحان مطران الموارنة ،والعديد من مسئولي المؤسسات والهيئات والجمعيات الكاثوليكية وآباء الاكليريكيات والمعاهد اللاهوتية ،ولفيف من الآباء الكهنة الرعاة من القاهرة و من مختلف الايبارشيات والرهبان ضاقت بهم جنبات الهيكل ، وبعض قادة ومسئولي الأنشطة الرسولية ، والعديد من الجماعات الرهبانية النسائية وجمع غفير من أبناء الكنيسة ،وأقارب الأخوات الراهبات المحتفى بهن من مختلف المحافظات ،وأسرة هيئة التدريس من مختلف المدارس التابعة للرهبنة والأصدقاء والمحبين،الى جانب الأخوات راهبات قلب يسوع المصريات من مختلف الأديرة الممتدة في مصرنا العزيزة تتقدمهن الأم ماري نادية سعيد الرئيسة العامة لراهبات قلب يسوع المصريات ،والأخوات مستشارات الرهبنة ،وصاحبات اليوبيليات ،يعكسن لوحة جمالية رائعة للتكريس على مثال العذارى الحكيمات .
جاءت الاحتفالية مبهجة غلبتها روح الصلاة والتسبيح علتها الفرحة والسرور .
في كلمات رائعة ونقاط محددة تحدث الأنبا قلتة خلال عظة القداس عن ” الجمال الروحي ” .. جمال النفس والروح انطلاقا من المشورات الانجيلية الفقر … العفة … الطاعة ، العمود الفقري للحياة المكرسة ،وأضاف نيافته أن رحلة العطاء الممتدة لسنوات سنوات في بساطة انجيلية ،وبروح التطويبات ،في حياة تكريسية للعريس الآلهي على مثال أمنا مريم العذراء ،عبر قنوات متنوعة في مجالات الخدمة والرسالة …تربويا .. روحيا .. رعويا ،الى جانب العمل الاجتماعي ،ليس في مصر فقط ليمتد الى السودان الشقيق وتونس ولبنان ،انما تشير الى علاقة حميمية بالمعلم الآلهي بروح الأمهات المؤسسات ،واختتم سيادته الكلمة بتقديم تهنئة غبطة البطريرك اسحق والسادة المطارنة والأساقفة الحضور الى الأخوات المحتفين بيوبيلهن الرهباني الفضي والذهبي ،والى الأسرة الرهبانية لراهبات قلب يسوع المصريات في شخص الأم ماري نادية سعيد الرئيسة العامة للراهبات المصريات ،شاكرا لخدماتهن المتنوعة وما لهن من أيادي بيضاء في شتى مجالات الرسالة ،ومتمنيا لهن كل التوفيق والازدهار مع موفور الصحة ،والمزيد من الدعوات الرهبانية المقدسة .
قبل التناول تلت الأخوات الراهبات المحتفى بهن معا صيغة ” تجديد التكريس الرهباني ” شهادة حب و أمانة والتزام لرهبانية قلب يسوع المصريات .
في ختام الذبيحة الآلهية وقبيل منح البركة الرسولية تفضل سعادة المطران موزارو بنقل بركة وتحيات قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان للأخوات الراهبات صاحبات اليوبيل الرهباني الفضي والذهبي ومنحهن بركته الأبوية والهدايا التذكارية .
من جانبها تفضلت الأم نادية سعيد بتوجيه كلمات الشكر والتقدير باسم كل الجماعة الرهبانية للحضور الكريم ولكل من كان له تعب المحبة في نجاح هذه المناسبة اليوبيلية الغالية .
عقب تلاوة ” طلبة العذراء ” من كورال الكنيسة قيادة الأب روفائيل قزمان ،تفضل الأنبا قلتة ،ومشاركة الآباء المطارنة والأساقفة بمنح البركة الرسولية للحضور ،واتقاط الصور التذكارية ،لينطلق من بعدها موكب الخروج الى فناء الكنيسة حول لقاء ” المحبة ” ،وسط عاصفة من التصفيق والزغاريد .
الجدير بالذكر أن رهبانية قلب يسوع المصريات تعد أول رهبانية نسائية وطنية أشئت بمصر عام 1913 ،حيث تعود البدايات لمبادرة الراهبات السبع القبطيات الكاثوليكيات التابعات لرهبانية القلبين الأقدسين والمقيمات بلبنان ، بالعودة الى وطنهن مصر ليؤسسن رهبانية محلية تخدم أبناء الشعب المصري ،بناء على طلب أصحاب النيافة مطارنة الأقباط الكاثوليك وموافقة الكرسي الرسولي آنذاك ، حيث نشأت بمدينة طهطا بصعيد مصر في 6 يناير 1913 ” راهبات قلب يسوع المصريات ” ترأسها الرئيسة العامة الأولى الأم ماري مارجريت سبع الليل ،وكانت قد تبنت الرهبنة تربية وتثقيف الفتاة المصرية فاهتمت بتأسيس المدارس ،الى جانب القيام بالأنشطة الرسولية ،والرعوية ،والاجتماعية المتنوعة … تعليم مسيحي ، مستوصفات ، خدمة اجتماعية ، دار المغتربات ، والتأهيل النسائي في قرى الجنوب .
كل التهاني القلبية للأخوات الراهبات أصحاب اليوبيل الرهباني على مدى ال 25 سنة ، و ال 50 سنة ، لينعم الرب عليهن بموفور الصحة والبركة والخدمة المتجددة المثمرة في كرم الرب ،وللأسرة الرهبانية ممثلة في شخص الأم ماري نادية سعيد الرئيسة العامة ،ولترافقهن نعمة ومعونة الرب بشفاعة أمنا مريم العذراء والقديس أغناطيوس دي لويولا ،والى يوبيليات ويوبيليات قادمة ،لمجد الله الأعظم .