stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

الاحتفال بعيد اهتداء القديس بولس رسول الامم

2.5kviews

كتب – ناجح سمعـان :
احتفلت الكنيسة الكاثوليكية بمصر يوم السبت 25 يناير 2020 بعيد اهتداء القديس بولس الرسول ، ويعد الاحتفال بالقديس بولس رسول الامم عيداً عظيماً يحتفل به فى الكنيسة الكاثوليكية شرقاً وغرباً ، لما للقديس بولس من مكانة روحية سامية فى الكرازة واعلان الانجيل لجميع الشعوب . الجدير ذكره ان الكنيسة الكاثوليكية فى العالم كانت قد احتفلت احتفالاً خاصاً بالقديس بولس عام 2009 ، عندما اعلن البابا بنديكتوس آنذاك تكريس سنة بولسية فى الكنيسة الجامعة ، تزامناً مع الالفية الثانية لمولد رسول الامم .
فى مناسبة افتتاح السنة البولسية فى بازيليك القديس بولس خارج الاسوار فى روما ، قال البابا بنديكتوس حينها : ” نجتمع بالقرب من ضريح القديس بولس ، الذى ولد منذ 2000 سنة فى طرسوس بكليكلية فى تركيا اليوم . من كان بولس هذا ؟ . أمام الحشد الهائج الذى كان يبغى قتله فى اورشليم ، يقدم بولس ذاته بهذه الكلمات : إنى رجل يهودى ، ولدت فى طرسوس بكليكلية ، بيد أنى ربيت فى هذه المدينة ( اورشليم ) ، وتأدبت بدقة لدى قدمى غمالائيل على ناموس ابائنا ، وكنت غيوراً لله . وفى ختام مسيرته سيقول عن نفسه : لقد جعلت معلماً للامم بالإيمان والحق . معلم الامم ، رسول يسوع المسيح ومبشر به ، هكذا يصف نفسه ناظراً إلى مسيرة حياته الماضية . ليس بولس بالنسبة لنا شخصية من الماضى ، نذكرها ونكرمها ، بل هو ايضاً معلمنا ورسولنا والمبشر بيسوع المسيح ” .
عن إيمان بولس الرسول قال رجل العقيدة والايمان بنديكتوس السادس عشر : ” فى الرسالة إلى أهل غلاطية ، يقدم لنا بولس الرسول اعتراف ايمان شخصى جداً ، يفتح فيه قلبه امام قرائه فى كل العصور ويكشف عن الزخم الأعمق فى حياته : ” أحيا بايمان ابن الله الذى أحبنى وبذل ذاته لأجلى . كل ما يفعله بولس ينطلق من هذا المحور ، إيمانه مبنى على خبرته لمحبة يسوع له بشكل شخصى تماماً ، هو وعى بأن المسيح واجه الموت لا لأجل سبب مجهول ، بل حباً به ، ببولس ، وأنه كقائم من الموت يحبه الآن ايضاً أى ان المسيح وهب ذاته لأجله . ايمان بولس هو انه تتيم بحب يسوع المسيح حباً يصل إلى اعمق اعماقه ويحول كيانه . ايمان بولس ليس نظريات او افكار بشأن الله والعالم . ايمانه هو وقع حب الله فى قلبه . ولذا فهذا الإيمان بالذات هو حب ليسوع المسيح ” .
حول البشارة والالم لأجل المسيح فى حياة بولس ، تسجل الوثائق تعليم بنديكتوس السادس عشر للمناسبة الجليلة حين قال : ” إن مهمة البشارة والدعوة إلى الالم لأجل المسيح هما أمران لا ينفصلان ، إن دعوة بولس لكى يصبح معلم للأمم هى فى الوقت عينه وبشكل جوهرى دعوة إلى الألم فى شركة مع المسيح الذى فدانا بفضل آلامه . فى عالم يسود فيه الكذب بقوة ، يضحى الألم ثمن الحقيقة . من يرفض الألم ويحاول إبقاءه بعيداً ، يبعد عن ذاته الحياة وعظمتها ، لا يستطيع أن يكون خادماً للحقيقة وخادماً للإيمان . ما من حب دون ألم ، دون التخلى عن الذات ، والتحول وتطهير الأنا من أجل الحرية الحقة . على ضوء كل رسائل القديس بولس نرى كيف أنه فى مسيرته كمعلم الأمم تحققت النبوءة التى سمعها حنانيا عندما تلقى مهمته لزيارة بولس ، سأريه كم ينبغى عليه أن يتألم لأجل اسمى . إن الم بولس جعله معلماً للحقيقة جديراً بالتصديق ، لأنه لا يبحث عن منفعته وعن مجده الشخصى ، وعن ارضاء ذاته ، بل يلتزم لأجل من أحبنا ووهب ذاته لأجلنا كلنا ” .