الانبا بطرس فهيم مطران ايبارشية المنيا — عيد دخول العائلة المقدسة إلى مصر —
في هذا العيد المبارك نحتفل بقدوم السيد المسيح والعائلة المقدسة إلى أرض مصر. وفي هذه المناسبة نتأمل العديد من المواقف والمشاعر والأفكار، فيسوع حين كان طفلا صغيرا ضعيفا محتاج إلى الحماية جاء، مع أسرته الصغيرة، إلى مصر طالبا الحماية. والآن يا سيدنا مصر تصرخ إليك طالبة حمايتك من وباء كورونا ومن كل الآفات والشرور. اجعلها يا يسوع أن تكون دائما وطنا للأمن والأمان والسلام، تمد يديها وتفتح قلبها لكل محتاج وخائف وضعيف.
في هذا العيد نفكر يا رب في كل المهجرين والمطرودين والخائفين والذي بلا وطن وبلا مأوى. نلتمس منك يا رب أن تهيئ لهم وطنا يستضيفهم ومكانا يأويهم وقلبا يحميهم. وكما كنت أنت والعائلة المقدسة، بلجوئك إلى مصر، سبب بركة لها، رغم ضعفك وصغرك، كذلك اجعل يا رب الأوطان التي تستضيف اللاجئين ومواطنيها وحكامها يفهمون أن اللاجئين الذين يستضيفونهم في بلادهم وبيوتهم ليسوا عالة ولا عبئا إضافيا بل يمكنهم أن يكونوا، رغم ما هم فيه من ضعف وعوز وخوف، يمكنهم أن يكونوا سبب بركة وغنى لهذه الأوطان ومواطنيها.
علمنا يا رب، في هذا العيد، ألا نستهين بالفقراء والصغار والضعفاء، بل ننظر لما وراء مظاهرهم وأشكالهم وأحوالهم، علمنا أن ننظر إلى أشخاصهم وكرامتهم البشرية، التي منحتها أنت لهم يا رب رغم ظروفهم وأوضاعهم الصعبة، فهم في كل الأحوال أبناءك والأقرب إلى شخصك وقلبك. فأنت كنت في يوم ما واحدا منهم ومازلت فيهم.
علمنا يا رب أن نثق ونؤمن أن عنف وشر واضطهاد هيرودس، ومثله كل شر وكل عنف، في كل زمان ومكان، لن يطول ولن يدوم، فسريعا ما سينتهي، وهكذا ستكون نهاية كل شر، فهذا تدبيرك الصالح، لأنك أنت يا رب سيد الحياة وسيد التاريخ وسيد الأحداث. فثقتنا فيك وإيماننا بك يعطينا الأمان والاطمئنان.
علمنا يا سيدنا أن نكون كما كانت مصر بلدنا دائما مضيافين وأسخياء، وأعطنا من خيراتك وافتح قلوبنا لكيلا نحتفظ بها لأنفسنا بل نشارك فيها من هم في احتياج وعوز. ازرع في قلوبنا فضيلة التضامن والمشاركة والعطاء والضيافة التي بها أضاف أناس ملائة وهم لا يدرون، كما أوصانا كتابك المقدس قائلا: “حافظوا على المحبة الأخوية، لا تنسوا الضيافة، لأن بها أضاف بعضهم الملائكة وهم لا يدرون. اذكروا المسجونين كأنكم مسجونون معهم، واذكروا المعذبين كأنكم أنتم أنفسكم تتعذبون في الجسد.” (عبرانيين 13 : 1 – 3).
نصلي أن تعبر هذه الأزمة، أزمة وباء كورونا، عن كل بلادنا وكل بلاد العالم، لتعود أبواب البيوت والقلوب والبلدان تُفتح، وتُفتح معها كل أبواب الرزق للمحتاجين. فتعود الناس إلى حياتها الطبيعية، وتعود السياحة، وتعون الناس لتلتقي من كل مكان وفي كل مكان بسلام وأمان.
كل عام وحضراتكم جميعا بكل خير ومصر كلها بكل سلام وأمان متسعة لكل من يلجأ إليها ومباركة ببركة العائلة المقدسة، محمية من كل شر، بنعمة سيدنا يسوع المسيح وشفاعة العائلة المقدسة. آمين
++جوزيف مكرم …. المنسق الاعلامى لأيبارشية المنيا ++