stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس: اعملوا من أجل كرامة الأشخاص

712views

30 سبتمبر 2019

احتفل قداسة البابا فرنسيس مساء السبت في حدائق الفاتيكان بالقداس الإلهي لسلك الدرك في الفاتيكان وقال “كونوا حراسًا للأشخاص والأسماء والوجوه واعملوا على إيقاف “فظاعة المجهول”

“حياتنا بأسرها هي مسيرة من أجل تثبيت وتقوية إسمنا من خلال صدق الحياة والمسيرة التي يطلب من الرب أن نسيرها ولذلك علينا أن نساعد بعضنا بعضًا” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي التقليدي مساء السبت في حدائق الفاتيكان لسلك الدرك الفاتيكاني. وإذ توقف في عظته عند إنجيل لعازر الفقير والغني ذكّر البابا فرنسيس أنّه ومن خلال هذا المثل لم يرد يسوع أن يقدّم تعليمًا أخلاقيًّا لصالح الصدقة والعدالة وإنما أن يُظهر مصير ومسيرة كل رجل وامرأة ومسؤوليّة كل شخص عن حياته حتى وإن كان الله يتدخّل غالبًا لكي يغيّر حالة الأمور.

 

تابع الأب الأقدس يقول: حياتان، وليس لحظة واحدة من الحياة: مسيرتا حياة لأن الغني حافظ على أسلوب حياته فيما تابع الفقير عذابه وألمه بسبب الضيق والعوز. وهذه ليست قصّة من نسج الخيال، بل هو واقع يحدث يوميًّا وفي جميع المدن وجميع أنحاء العالم. وفي هذا السياق ذكّر الحبر الأعظم كيف أن اسم لعازر يظهر في هذا المقطع من الإنجيل خمس مرات، لدرجة أن الأمر قد يبدو لنا نوعًا من المبالغة فيما أننا لا نعرف حتى اسم الغني لأنّه لم يتمكّن من أن ينمّي كرامته أمام الله. فقد كانت حياته تتمحور حول نفسه وكبريائه وأنانيته وكان يعتبر نفسه سيّد العالم، يهتمُّ فقط لغناه وللمآدب الفاخرة ولذلك لم ينجح في أن يبني لنفسه اسمًا.

 

أضاف البابا فرنسيس متسائلاً: “هل كان يعرف اسم الفقير؟ نعم كان يعرفه لأنه عندما “ماتَ الغَنيُّ ودُفِن. رَفَعَ عَينَيهِ وهوَ في مَثوى الأَمواتِ يُقاسي العَذاب، فرأَى إِبراهيمَ عَن بُعدٍ ولَعازَرَ في أَحضانِه. فنادى: يا أبتِ إِبراهيمُ ارحَمني فأَرسِل لَعاَزر لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصبَعِه في الماءِ ويُبَرِّدَ لِساني، فإِنِّي مُعَذَّبٌ في هذا اللَّهيب”. هذا هو رياء الكبرياء، رياء الذين يعتقدون أنّهم بإمكانهم أن يفتدوا أنفُسَهم بأنفُسِهم، وان يخلِّصوا أنفسهم بواسطة الأشياء التي يملكونها. لكن أسماءهم لا تنمو أبدًا لا بل يبقون مجهولي الهوية.

 

تابع الأب الأقدس مذكرًا بكلمات النبي عاموس الذي وفي القراءة الأولى التي تقدمها الليتورجيا يدين “صياح المُتَمَدِّدِينَ” الذين يضطَجِعُونَ عَلَى أَسِرَّةٍ مِنَ العَاجِ، وَيتَمَدِّدُونَ عَلَى فُرُشِهِم، ويأكلون خِرَافًا مِنَ الغَنَمِ، وَعُجُولًا مِن وَسَطِ الصِّيَرةِ، ويهذرون مَعَ صَوتِ الرَّبَابِ، ويخترعون لِأَنفُسِهِم آلَاتِ الغِنَاءِ كَدَاوُدَ، ويشربون مِن كُؤُوسِ الخمر، ويَدَّهِنُونَ بِأَفضَلِ الأدهان وَلَا يَغْتَمُّونَ عَلَى انسِحَاقِ يُوسُفَ” (راجع عاموس ٦، ٤- ٧). وإذ توقّف في تأمّله عند عمل ورسالة الدرك حثّهم البابا فرنسيس على الهروب والابتعاد عن هذه المواقف وسألهم أن يكونوا حرّاسًا للوجوه والاسماء وكرامة الأشخاص وقال: أنتم ايضًا عليكم أن تحرسوا جميع الأشخاص الموجودين هنا لكي تكون لهم فرصة في النمو والحصول على اسم. أنتم رجال يعملون من أجل كرامة كلِّ فرد منا ولكي يكون لكلِّ شخصٍ منا اسمٌ ويسير قدمًا بهذا الاسم، ذلك الاسم الذي يريدنا الرب أن نحمله. وعندما تقومون بتطبيق بعض معايير النظام والقواعد فأنتم تقومون بذلك لإيقاف “فظاعة المجهول” التي هي أسوا الفظاعات البشرية إذ انها ترفض قبول الأسماء وتريد أن تعود إلى ظلمة المجهول وغياب الهوية.

 

أضاف الأب الاقدس مصرًّا على فكرة الهوية والاسم فيما عبّر عن شكره على العمل الدائم الذي يقوم به الدرك في الفاتيكان وقال لذلك خطر على بالي أن أقول لكم أن الدرك هم حراس الأسماء، إنهم حراس أسمائنا جميعًا. ولا أقصد في قولي هذا بأنّهم يبرِّؤننا إن كان علينا أية شوائب لا لان هذا الأمر غير مقبول أبدًا وإنما بأنّهم يساعدون في الحفاظ على نظام دولة حاضرة الفاتيكان ويعملون لكي يكون هناك اسم لكلِّ فرد من أفراد سكانها. ولذلك أشكركم جدًّا. استمروا هكذا في عملكم، واعملوا من أجل كرامة الأشخاص ومن أجل كرامة كلِّ فرد فتتمكنوا هكذا من المضي قدمًا في دعوتكم ورسالتكم.

نقلا عن الفاتيكان نيوز