stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أخبار الكنيسة

البابا فرنسيس: الانقسامات بين المسيحيين تجرح الكنيسة والمسيح

1.4kviews

EPA1535936_Articolo

أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لقد حاولنا خلال التعاليم الماضية أن نسلّط الضوء على طبيعة الكنيسة وجمالها وقد تساءلنا عما يتطلّبه انتماء كل منا لهذا الشعب، شعب الله أي الكنيسة. ولكن علينا ألا ننسى أن هناك العديد من الإخوة الذين يشاركوننا الإيمان بالمسيح ولكنهم ينتمون إلى طوائف وتقاليد مختلفة. لقد استسلم الكثيرون أمام هذا الانقسام الذي غالبًا ما سبب نزاعاتٍ وآلامًا وحروبًا عبر التاريخ، وهذا لأمر مخزٍ! واليوم أيضًا لا تتَّسِمُ هذه العلاقات دائمًا بالاحترام والمحبة… ولكنني أتساءل كيف نتصرَّفُ إزاء هذا كله؟ هل نستسلم نحن أيضًا أم أننا غير مبالين؟ هل نؤمن بثبات بأنه بإمكاننا وعلينا أن نسير نحو المصالحة والشركة الكاملة؟ الشركة الكاملة هي أن نتمكن من المشاركة معًا جميعًا بجسد ودم المسيح.

تابع الأب الأقدس يقول: إن الانقسامات بين المسيحيين وإذ تجرح الكنيسة، تجرح المسيح أيضًا، وبانقسامنا نسبِّبُ بدورنا جرحًا للمسيح: لأن الكنيسة في الواقع هي الجسد الذي رأسه المسيح. نعرف جيّدًا كم كان عزيزًا على قلب يسوع أن يبقى تلاميذه مُتَّحدين بمحبته. يكفي أن نفكر بكلماته التي نقرأها في الفصل السابع عشر من إنجيل القديس يوحنا، الصلاة التي رفعها إلى الآب مع اقتراب آلامه: “يا أَبَتِ القُدُّوس اِحفَظْهم بِاسمِكَ الَّذي وَهَبتَه لي لِيَكونوا واحِداً كما نَحنُ واحِد” (يوحنا 17، 11). لقد كانت هذه الوحدة مهدّدة بينما كان يسوع لا يزال بين تلاميذه: في الواقع نقرأ في الإنجيل عن الجدال الذي دار بين التلاميذ حول من تراه الأكبر فيهم (راجع لوقا 9، 46). لكن الرب قد شدّد على الوحدة باسم الآب، وأفهمنا أن بشارتنا وشهادتنا ستكونان أكثر صدقًا بقدر ما نصبح نحن أولاً قادرين على العيش بشركة وأن نحبَّ بعضنا البعض. وهذا ما فهمه رسله بعمق فيما بعد، بفضل الروح القدس، وحرصوا على عيشه، لدرجة أن القديس بولس سيستحلف جماعة مسيحيي كورنتس قائلاً: “أُناشِدُكُم، أَيُّها الإِخوُة، باِسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح، أَن تقولوا جَميعا قَولاً واحِداً وأَلاَّ يَكونَ بَينَكُمُ اختِلافات، بل كُونوا على وِئامٍ تامّ في رُوحٍ واحِدٍ وفِكرٍ واحِد” (1 كور 1، 10).

أضاف الحبر الأعظم: خلال مسيرتها عبر التاريخ، تُجرَّب الكنيسة من الشرّير الذي يسعى إلى تقسيمها، وقد طُبعت للأسف بانقسامات خطيرة وأليمة. وقد دامَت هذه الانقساماتُ أحيانًا وقتًا طويلاً عبرَ الزَمَنِ وصولاً إلى يومِنا هذا، ولذلك يبان صعبًا إعادة فهم أسبابها كلها وخصوصًا إيجاد الحلول الممكنة لها، كما ويمكن للأسباب التي أدّت إلى الانشقاق والانقسام أن تكون متعددة: من الاختلافات حول المبادئ العقائديّة والأدبية وحول مفاهيم لاهوتية وراعوية مختلفة، لأسباب سياسية ولفائدة ما، وصولاً إلى الخلافات الناتجة عن نفور وطموحات شخصيّة… لكنَّ الأكيدَ هو أنَّ خلفَ هذه الانقساماتِ هناك دائمًا، بشكلٍ أو بآخر، الغرورَ والأنانيةَ اللذين يجعلانِنا غيرَ متسامحين وغيرَ قادرين على الإِصغاءِ وقبولِ من لديه نظرةً أو موقفًا مختلفًا عن نظرتِنا أو موقفِنا.

والآن، تابع البابا يقول، وأمامَ كلِّ هذا، هل هُناك شيءٌ ما بإمكان كلِّ واحدٍ منا، كأعضاءٍ في الكنيسةِ الأُمِّ المقدّسة، القيام به أو فعله؟ بالتأكيدِ، أولاً الصلاةُ باستمرار وبشركة مع صلاة يسوع، وبالإضافة إلى الصلاة يطلب منا الرب انفتاحًا متجدّدًا: يطلب منا ألا ننغلق على الحوار واللقاء وإنما أن نقبل ما يقدم لنا من صحيح وإيجابي من قبل من يرى الأمور بطريقة مختلفة عنا أو يأخذُ مواقفَ مغايرة. كما ويطلُبُ منا ألا نُحدِقَ النظرَ إلى ما يُفرِّقُنا وإنَّما إلى ما يَجمَعُنا، فنبَحثُ عن معرفةِ يسوعَ ومحبَّته بشكلٍ أفضَل ونتقاسمَ غنى محبَّته. ويتطلب هذا منا قبول الحقيقة والقدرة على أن نسامح بعضنا البعض ونشعر بأننا جزء من العائلة نفسها، فنعتبر الواحد عطية للآخر ونقوم معًا بالعديد من الأمور الصالحة وأعمال المحبة.

أضاف الأب الأقدس يقول: هذا مؤلم ولكنّ الانقسام موجود، هناك مسيحيون منقسمون ونحن أيضًا منقسمون فيما بيننا. وإنما هناك أمر يجمعنا: جميعنا نؤمن بيسوع المسيح الرب. جميعنا نؤمن بالآب والابن والروح القدس، وجميعنا نسير معًا، ونحن في مسيرة. لنساعد بعضنا البعض! نجد في كلّ الجماعات لاهوتيّين بارعين: يتناقشون ويبحثون عن الحقيقة اللاهوتية لأنه أمر واجب، ولكن نحن نسير معًا ونصلي بعضنا من أجل بعض ونقوم بأعمال محبة. وهكذا نشترك في المسيرة، وهذا ما يُسمّى مسكونيّة روحيّة: أن نسير درب الحياة معًا بإيماننا بيسوع المسيح الرب. يُقال إنه لا ينبغي على المرء أن يتحدث عن أموره الشخصيّة، ولكن وإذ نتحدث عن الشركة وعن الشركة بيننا لا يمكنني أن أقاوم… وبالتالي أرفع اليوم الشكر للرب في الذكرى السبعين لمناولتي الأولى. جميعنا قد قبلنا المناولة الأولى وبالتالي علينا أن نعرف معنى الدخول في شركة مع الآخرين، في شركة مع الإخوة في كنيستنا وأيضًا في شركة مع الذين ينتمون إلى جماعات مختلفة ولكنهم يؤمنون بيسوع. لنشكر الرب على عمادنا وعلى شركتنا، آملين أن تصبح هذه الشركة للجميع معًا.

وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول: أيها الأصدقاء الأعزاء، لنسر قُدُمًا نحو الوحدة الكاملة! لقد فرّقنا التاريخ ولكننا نسير نحو المصالحة والشركة! هذه هي الحقيقة وينبغي علينا أن ندافع عنها! جميعنا نسير نحو الشركة! وعندما يبدو لنا الهدف بعيدًا جدًّا ولا يمكن بلوغه، ونشعر بأننا فقدنا العزيمة، لتُعزِّينا فكرةُ أنه لا يُمكِن لله أن يصمَّ آذانَه عن صوتِ ابنِه يسوع وألا يستجيبَ لصلاتِه ولصلاتِنا لكي يكون جميع المسيحيّين بأجمِعِهم واحدًا حقًّا.

الفاتيكان