البابا فرنسيس : المحبة العامِلة ينبوع الفرح الحقيقي
“أشجعكم على مواصلة خدمة الرب يسوع في الفقراء والمتروكين وارفعوا الصلاة للرب كي تنفتح العقول والقلوب على الخير والمحبة العامِلة، ينبوع الفرح الحقيقي” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس مختتما زيارته الرسولية إلى ألبانيا بلقاء الأطفال في مركز بيت عنيا في العاصمة تيرانا الذي تأسس في العام 1999 ويُعنى بتقديم المساعدة للمعوزين. وقد عبّر الحبر الأعظم عن سروره الكبير بلقائهم شاكرًا الجميع على المساعدة المُقدمة يوميًا لعدد كبير من الأطفال والشباب المحتاجين لرعاية وحنان وبيئة هادئة وأصدقاء ومربين حقيقيين، وأضاف يقول في كلمته للمناسبة: في أماكن كهذه، نُثبّت جميعا في الإيمان لأننا نرى الإيمان محبةً ملموسة يحمل نورًا ورجاء لأوضاع مطبوعة بالبؤس، ويشتعل مجددا في قلوب أشخاص لمسهم روح يسوع الذي قال “مَن قَبل واحدًا من هؤلاء الأطفال إكراما لاسمي، فإياي قَبل” (مرقس 9، 37) وأكد البابا فرنسيس أن الإيمان العامِل بالمحبة ينقل جبال اللامبالاة، ويفتح القلوب والأيادي على عمل الخير ونشره. فمن خلال أعمال متواضعة وبسيطة لخدمة الصغار تنتقل البشرى السارة بأن يسوع قام وهو حي في وسطنا.
وتابع الحبر الأعظم كلمته قائلا إن مركز بيت عنيا يشهد على إمكانية تعايش سلمي وأخوي بين أشخاص منتمين لإتنيات وطوائف دينية متعددة، وأضاف: إن الاختلافات هنا لا تمنع الوئام والفرح والسلام، لا بل على العكس، تصبح فرصة لتعميق التعارف والتفاهم المتبادل. وأشار البابا فرنسيس إلى أن الخبرات الدينية المتعددة تنفتح على المحبة الفعالة إزاء القريب، فكل جماعة دينية تعبّر عن نفسها بالمحبة لا بالعنف، ولا تخجل من الطيبة! وأكد أن الطيبة تعطي ضميرا مرتاحا وفرحًا عميقًا لمِن ينميها في داخله حتى وسط المصاعب وسوء الفهم. وحتى أمام الإهانات التي نتلقاها، فالطيبة ليست ضعفًا إنما قوة حقيقية قادرة على التخلي عن الانتقام. وأضاف الحبر الأعظم يقول إن الخير يقرّبنا من الله ويجعلنا نرى واقع حياتنا في ضوء مخطط محبته لكل واحد منا، ويجعلنا نتذوق الأفراح الصغيرة لكل يوم ويعضدنا في المصاعب والتجارب. فالخير يقدّم أكثر بكثير من المال الذي يخيِّب، لأننا خُلقنا لقبول محبة الله وإعطائها بدورنا، لا لقياس كل شيء على أساس المال والسلطة.
وأكد البابا أن سر حياة ناجحة يكمن في المحبة والعطاء بمحبة. وهكذا نجد القوة “لنضحّي بفرح” فيصبح هكذا الالتزام ينبوع فرح أكبر، ولا نخاف من الخيارات النهائية في الحياة، إنما تظهر بنورها الحقيقي، كطريقة لتحقيق حريتنا بالكامل. وختم البابا فرنسيس كلمته في مركز “بيت عنيا” لمساعدة الأطفال في تيرانا، قائلا: ليبارك الرب يسوع وأمه، العذراء مريم، هذا المركز وباقي المراكز التي أسستها المحبة ونمّتها العناية الإلهية. وليرافقكم القديس أنطونيوس البادواني، شفيعكم. أشجعكم على مواصلة خدمة الرب يسوع في الفقراء والمتروكين وارفعوا الصلاة للرب كي تنفتح العقول والقلوب على الخير والمحبة العامِلة، ينبوع الفرح الحقيقي.
الفاتيكان